المبحث التاسع فی الماء المستعمل فی الأحداث والأخباث

بحث : هل یجوز رفع الحدث والخبث بماء الاستنجاء بناءً علی طهارته؟

بحث : هل یجوز رفع الحدث والخبث بماء الاستنجاء بناءً علی طهارته؟

‏ ‏

‏بناءً علیٰ نجاسـة ماء الاستنجاء، فعدم نفوذ استعمالـه فی الـخبث‏‎ ‎‏والـحدث واضح؛ لأنّ الـطهارة شرط فی مطهّریـة الـمیاه، کیف؟! ومعطی‏‎ ‎‏الـشیء لایکون فاقده.‏

‏وأمّا بناءً علیٰ طهارتـه، فهل یترتّب علیـه جمیع أحکامها من الـشرب‏‎ ‎‏وغیره کما قوّاه «الـحدائق» و«الـمستند»‏‎[1]‎‏ واحتملـه الأردبیلیّ ‏‏رحمه الله‏‏ وبعض‏‎ ‎‏آخر‏‎[2]‎‏؟‏

‏أو لا یترتّب علیـه إلاّ أحکام خاصّـة، فلایجوز رفع الـحدث والـخبث‏‎ ‎‏بـه، ولایجوز استعمالـه فی الـوضوء والـغسل الـمندوبین. نعم، لایجب‏‎ ‎‏الاجتناب عن ملاقیاتـه.‏

‏ولا أظنّ الـتزام أحد بعدم جواز استعمالـه فی الـخبث ثانیاً، بل الـظاهر‏‎ ‎‏أنّ ذلک من ثمرات الـخلاف فی طهارتـه ونجاستـه، کما فی «الـمدارک»‏‎ ‎‏و«الـمعالـم» و«الـذخیرة»‏‎[3]‎‏.‏

‏أو یفصّل بین رفع الـخبث والـحدث، ویلحق بالـثانی الـوضوء‏‎ ‎‏والـغسل الـمندوبین؟‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 135
‏وإلـیـه ذهب الأصحاب‏‎[4]‎‏، وإن کان فی الإلحاق الـمزبور خلاف، وقال‏‎ ‎‏«الـجواهر» بجواز ذلک‏‎[5]‎‏، ومنعـه الـشیخ‏‎[6]‎‏، وهو الـظاهر من «الـمدارک»‏‎ ‎‏وغیره؛ لما عرفت أنّ ثمرة الـخلاف عندهم استعمالـه ثانیاً فی رفع الـخبث،‏‎ ‎‏فیعلم منـه ممنوعیّـة ذلک فی الـطهارة الـمعنویّـة مطلقاً.‏

‏والـذی هو الأوفق بالـقواعد الـصناعیّـة: ما أفاده «الـحدائق»‏‎[7]‎‏ لـعدم‏‎ ‎‏رجوع الإجماعات الـمحکیّـة إلـیٰ محصّل، وما استدلّ بـه الـفقیـه‏‎ ‎‏الـهمدانیّ‏‎[8]‎‏ من روایـة ابن سِنان‏‎[9]‎‏، لایرجع إلـیٰ ما یرکن إلـیـه، مع ضعف‏‎ ‎‏سندها.‏

‏وأمّا الـذی هو الأقرب إلـیٰ فهم الـعرف والـذوق الـسلیم: أنّ‏‎ ‎‏الـنظافـة والـطهارة الـمعنویّـة غیر حاصلـة بمثلـه‏‎[10]‎‏.‏

‏ولنعم ما أفاده الـوالـد الـمحقّق ـ مدّظلّـه ـ هناـ فیما نسب إلـیـه من‏‎ ‎‏الـتقریر ـ «وهو دعوی انصراف أدلّـة الـوضوء والـغسل ـ الـمشروعین‏‎ ‎‏لـحصول الـتنظیف مقدّمـة لـعبادة الـمعبود جلّ اسمـه ـ عن الـوضوء‏‎ ‎‏والـغسل بماء الاستنجاء، بل ینکرون الـمتشرّعـة علی الـقائل بـه؛ بحیث‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 136
‏یجعلونـه کالأحکام الـمبتدعـة. کما أنّـه لایبعد انصراف الأدلّـة الـواردة فی‏‎ ‎‏الـتطهیر من الـنجاسات عن الـتطهیر بهذا الـماء وأمثالـه»‏‎[11]‎‏ انتهیٰ.‏

‏ولقد مضیٰ منّا بعض الـجهات الاُخر الـمورثـة لـمنع طهوریّـة الـماء‏‎ ‎‏الـمستعمل فی الأحداث، فضلاً عن هذا الـماء‏‎[12]‎‏.‏

‏وأمّا جواز شربـه فهو مشکل؛ لأنّـه یعدّ من ‏‏«‏الخَبائِث‏»‏‏.‏

‏نعم، فی حرمـة کلّ خبیث عرفیّ إشکال أیضاً، فلاتغفل.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 137

  • )) الحدائق الناضرة 1: 469 و477، مستند الشیعة 1: 97.
  • )) مجمع الفائدة والبرهان 1 : 289 ، جامع المقاصد 1 : 129 ـ 130 ، مدارک الأحکام 1 : 124 .
  • )) مدارک الأحکام 1 : 126 ، لاحظ مفتاح الکرامة 1 : 95 / السطر 2 ، ذخیرة المعاد : 144 / السطر 5 .
  • )) لاحظ العروة الوثقیٰ 1: 47 فصل فی المیاه، الماء المستعمل فی الوضوء، مستمسک العروة الوثقیٰ 1: 228، مهذّب الأحکام 1: 255.
  • )) جواهر الکلام 1: 357.
  • )) الطهارة، الشیخ الأنصاری 1 : 350 .
  • )) الحدائق الناضرة 1: 477.
  • )) مصباح الفقیه ، الطهارة : 67 / السطر 2 .
  • )) تهذیب الأحکام 1 : 221 / 630 .
  • )) والآن هو اللیلة التاسعة عشرة من رمضان سنة 1388 (منه قدس سره).
  • )) الطهارة (تقریرات الإمام الخمینی قدس سره) الفاضل اللنکرانی : 58 (مخطوط) .
  • )) تقدّم فی الصفحة 93 .