المبحث التاسع فی الماء المستعمل فی الأحداث والأخباث

ومنها : أن لا یخرج مع البول والغائط نجاسة اُخریٰ مثل الدم

ومنها : أن لا یخرج مع البول والغائط نجاسة اُخریٰ مثل الدم

‏ ‏

‏وفی کونـه شرطاً وراء الـشرط الأسبق منع.‏

ویدلّ علیه:‏ أنّ أدلّـة الـمسألـة قاصرة، فأدلّـة انفعال الـقلیل محکّمـة.‏

وقد یشکل:‏ بأنّ قضیّـة روایـة محمّد بن نعمان الأحول الـماضیـة‏‎[1]‎‏، أنّ‏‎ ‎‏الـنجاسـة الـخارجـة لـیست مورثـة للمنع؛ لـقولـه فیها: «وأنا جنب» فإنّ‏‎ ‎‏الـمتفاهم الـعرفیّ ـ کما مرّ وجهـه‏‎[2]‎‏ـ أنّـه کان حین الـبول جنباً، وکان رأس‏‎ ‎‏إحلیلـه ملوّثاً بالـمنیّ، فعند ذلک ومع إلـغاء الـخصوصیّـة، یکون طاهراً ولو‏‎ ‎‏کان الـخارج دماً.‏

‏نعم، إذا کانت الـنجاسـة من الـخارج علی الـوجـه الـماضی فی‏‎ ‎‏الـشرط الأسبق‏‎[3]‎‏، فلایمکن إلـغاؤها؛ لأنّ خصوصیّـة الـتسهیل فی اعتبار‏‎ ‎‏طهارة ماء الاستنجاء، ملحوظـة ظاهراً.‏

وقد یقال:‏ بأنّ الـدم الـخارج إذا کان یعدّ من الـبول والـغائط ـ أی‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 146
‏یقال: «إنّ بولـه فیـه الـدم» أو «فی غائطـه الـدم» ـ فإنّـه یکون طاهراً‏‎[4]‎‏؛‏‎ ‎‏لإطلاق أدلّتـه، وترک استفصالـه عند الـسؤال، مع أنّـه لـو کان مورثاً‏‎ ‎‏لـنجاستـه، کان علیـه ذلک.‏

وفیه ما عرفت:‏ من أنّ الـتعارف شرط فی لـزوم الـسؤال‏‎[5]‎‏، وهو ممنوع‏‎ ‎‏فی الـمثال الـمزبور، وهکذا إذا کان غائطـه دماً؛ لـخروجـه عن الـمتعارف،‏‎ ‎‏وعدم ثبوت الإطلاق اللّفظیّ.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 147

  • )) تهذیب الأحکام 1 : 86 / 227 ، وسائل الشیعة 1 : 222 ـ 223 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المضاف ، الباب 13 ، الحدیث 4 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 119 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 144 .
  • )) العروة الوثقیٰ 1: 47 ـ 48 فصل فی المیاه، الماء المستعمل فی الوضوء، المسألة2.
  • )) تقدّم فی الصفحة 129 .