المبحث التاسع فی الماء المستعمل فی الأحداث والأخباث

ومنها : قصد الاستنجاء

ومنها : قصد الاستنجاء

‏ ‏

‏فلو لاقت یده نجاسـة الـمحلّ لأجل أمر آخر، ثمّ طرأ علیـه قصد‏‎ ‎‏الاستنجاء، فلایکون طاهراً؛ لـما مرّ مراراً.‏

‏مع أنّ هذا لـیس شرطاً؛ لأنّ معنی «الاستنجاء» هو الـقصد إلـی‏‎ ‎‏الـخلاص من الـنجو أو معنی أعمّ کما مرّ‏‎[1]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 151
ودعویٰ:‏ أنّ استباق الـید إلـی الـمحلّ لأمر آخر فی أثناء الـتخلیـة أو‏‎ ‎‏بعدها متعارف؛ لإمساس الـحاجـة کثیراً إلـیـه، أقرب من دعوی استباق الـید‏‎ ‎‏إلـی الـمحلّ من صبّ الـماء بلا جهـة تصفیـة، مع تنفّر الـطباع عنـه.‏

‏فالـشرط الـمزبور الـذی صدّقـه الأعلام کلّهم‏‎[2]‎‏، ممکن إسقاطـه إذا‏‎ ‎‏تعقّبـه قصد الاستنجاء علی الـفوریّـة الـعرفیّـة.‏

‏بل الأمزجـة الـیبوسیّـة کثیراً ما تحتاج إلـی استعمال الـید فی الـفراغ،‏‎ ‎‏والـمعروف أنّ أمزجـة الـحجازیّـین من أیبس الأمزجـة، فعلیـه یشکل‏‎ ‎‏تصدیق الـشرط الـمزبور، ولکنّـه أحوط جدّاً.‏

‏نعم، الـملاقاة بغیر الـتعقّب بالاستنجاء، أو مع الـتعقّب الـمتأخّر جدّاً،‏‎ ‎‏تورث نجاسـة الـماء، سواء أزال نجاسـة یده بماء آخر، أو أزالـها بماء‏‎ ‎‏الاستنجاء.‏

‏نعم، علی الـقول بطهارة الـغسالـة، فلا عبرة بهذه الـشروط، کما اُشیر‏‎ ‎‏مراراً‏‎[3]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 152

  • )) تقدّم فی الصفحة 128 .
  • )) لاحظ جواهر الکلام 1: 358، الطهارة، الشیخ الأنصاری 1 : 353 ، العروة الوثقیٰ 1: 48، فصل فی المیاه، الماء المستعمل فی الوضوء، المسألة4.
  • )) تقدّم فی الصفحة 140 و 148 .