المبحث العاشر فی الماء المشتبه من حیث الطهارة والنجاسة

الاستشکال فیما لم تعلم حالته السابقة وجوابه

الاستشکال فیما لم تعلم حالته السابقة وجوابه

‏ ‏

‏وفیما لـم تکن لـه الـحالـة الـسابقـة، فقد یشکل الـفرار من الإشکال ،‏‎ ‎‏لا لأجل توهّم قصور الـحاکمیّـة لـقاعدة الـطهارة علی الأدلّـة الأوّلیّـة؛ فإنّا قد‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 172
‏بیّنا الـقول بالإجزاء حتّیٰ فی الأمارات، بل فی الـقطع‏‎[1]‎‏؛ لأنّـه منها ومثلها فی‏‎ ‎‏کونـه حجّـة انجعالـیّـة، ولیست حجّیتـه ذاتیّـة علیٰ ماهو الـمشهور بین أبناء‏‎ ‎‏الـعصر‏‎[2]‎‏، والـتفصیل موکول إلـیٰ محلّـه‏‎[3]‎‏.‏

‏بل لأجل أنّ موضوع الـدلیل مرکّب؛ وهو «الـماء الـطاهر» إجماعاً،‏‎ ‎‏وقاعدة الـطهارة لاتکون متعرّضةً إلاّ لـکون الـماء طاهراً بنحو الـنسبة‏‎ ‎‏الـتامّة، وأمّا إرجاع الـنسبـة الـتامّـة إلـی الـنسبـة الـناقصـة، فهو بحکم‏‎ ‎‏الـعقل، فلا یحرز موضوع الأدلّـة الاجتهادیّـة، فما توهّمـه الـقوم وأبناء‏‎ ‎‏الـتدقیق من کفایتها، فی غیر محلّـه.‏

‏نعم، الـسیرة الـقطعیّـة علیٰ عدم الاعتناء بمثل هذه الـشبهـة؛ ضرورة‏‎ ‎‏أنّ بناء الـمتشرّعـة علی الـتطهیر بالـمیاه. مع أنّ الـعلم بطهارتها من الأمر‏‎ ‎‏الـمعلوم عدمـه، فیتعیّن الـوجـه الـثانی.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 173

  • )) تحریرات فی الاُصول 2 : 301 .
  • )) فرائد الاُصول 1 : 4، کفایة الاُصول : 297، فوائد الاُصول 3 : 6، نهایة الأفکار 3 : 6.
  • )) تحریرات فی الاُصول 6 : 20 وما بعدها .