الاستشکال فیما لم تعلم حالته السابقة وجوابه
وفیما لـم تکن لـه الـحالـة الـسابقـة، فقد یشکل الـفرار من الإشکال ، لا لأجل توهّم قصور الـحاکمیّـة لـقاعدة الـطهارة علی الأدلّـة الأوّلیّـة؛ فإنّا قد
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 172
بیّنا الـقول بالإجزاء حتّیٰ فی الأمارات، بل فی الـقطع؛ لأنّـه منها ومثلها فی کونـه حجّـة انجعالـیّـة، ولیست حجّیتـه ذاتیّـة علیٰ ماهو الـمشهور بین أبناء الـعصر، والـتفصیل موکول إلـیٰ محلّـه.
بل لأجل أنّ موضوع الـدلیل مرکّب؛ وهو «الـماء الـطاهر» إجماعاً، وقاعدة الـطهارة لاتکون متعرّضةً إلاّ لـکون الـماء طاهراً بنحو الـنسبة الـتامّة، وأمّا إرجاع الـنسبـة الـتامّـة إلـی الـنسبـة الـناقصـة، فهو بحکم الـعقل، فلا یحرز موضوع الأدلّـة الاجتهادیّـة، فما توهّمـه الـقوم وأبناء الـتدقیق من کفایتها، فی غیر محلّـه.
نعم، الـسیرة الـقطعیّـة علیٰ عدم الاعتناء بمثل هذه الـشبهـة؛ ضرورة أنّ بناء الـمتشرّعـة علی الـتطهیر بالـمیاه. مع أنّ الـعلم بطهارتها من الأمر الـمعلوم عدمـه، فیتعیّن الـوجـه الـثانی.
کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 173