المبحث الحادی عشر فی الماء المشتبه من حیث الإطلاق والإضافة

فصل صور الشکّ فی الإضافة والإطلاق وأحکامها

فصل

‏ ‏

صور الشکّ فی الإضافة والإطلاق وأحکامها

‏ ‏

‏إذا لـم یکن عنده إلاّ ماء مشکوک إطلاقـه وإضافتـه، فإن تیقّن فی‏‎ ‎‏الـسابق إطلاقـه أو إضافتـه، فالـمشهور علیٰ إجراء الاستصحاب‏‎[1]‎‏، وقد مرّ‏‎ ‎‏منّا منعـه؛ لرجوع الـشکّ فیهما إلـی الـشکّ فی الـموضوع بقاءً‏‎[2]‎‏.‏

‏وهنا شبهـة اُخریٰ: وهی أنّ موضوع الـوضوء هو«وجدان الـماء» أو‏‎ ‎‏«الـتمکّن من الـماء» واستصحاب الإطلاق مثبت ؛ لـعدم إحراز الـموضوع‏‎ ‎‏الـمزبور بـه، کما فیما إذا شکّ الـمأموم أنّـه أدرک الإمام أم لا ، فإنّ استصحاب‏‎ ‎‏بقاء الإمام فی رکوعـه إلـیٰ أن رکع مثبت؛ لـعدم إحراز الـموضوع ـ وهوإدراک‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 233
‏الـرکوع ـ بـه وإن کان هو معارضاً بمثلـه أیضاً. نعم، یجری استصحاب‏‎ ‎‏واجدیّتـه للماء، إلاّ أنّـه لایحرز أیضاً مائیّـة الـمشکوک.‏

‏وإجراء الاستصحابین أیضاً مشکل؛ لأنّ الـتقیّد الـذی هو الـمعنی‏‎ ‎‏الـحرفیّ والـنسبـة الـناقصـة، لایحرز باستصحاب الـجزءین، ولا شبهـة فی‏‎ ‎‏أنّ الـموضوع مرکّب بنحو یکون بینهما ربط ناقص، ولذلک قلنا: بأنّ ما اشتهر‏‎ ‎‏بین الـمحصّلین: من إحراز أحد الـجزءین بالأصل، والـجزء الآخر‏‎ ‎‏بالـوجدان، ممّا لا أساس لـه‏‎[3]‎‏.‏

‏وتوهّم خفاء الـواسطـة، ممنوع کبریً، بل وصغریً. فما تریٰ هنا فی‏‎ ‎‏کلمات هؤلاء‏‎[4]‎‏، لایخلو عن تأسّف.‏

‏نعم، بناءً علی الـقول: بأنّ موضوع الـوضوء لـیس «واجد الـماء» ولا‏‎ ‎‏«الـمتمکّن من الاستعمال» بل الـوضوء واجب علی الـمکلّف کما هو ظاهر‏‎ ‎‏الـکتاب، والـتیمّم موضوعـه «الـعجز» الأعمّ من الـشرعیّ والـعقلیّ،‏‎ ‎‏فلجریانـه وجـه.‏

ولکنّه قد یشکل:‏ بأنّ الـمتفاهم الـعرفیّ بعد ملاحظـة الـقوانین، کون‏‎ ‎‏الـموضوع الـمقابل للتیمّم ما یقابل موضوعـه، فهو الـقدرة الأعمّ من‏‎ ‎‏الـشرعیّـة والـعقلیّـة، والإهمال الـثبوتیّ ممتنع، والاستظهار الإثباتیّ بنظر‏‎ ‎‏الـعرف ممکن، فلاتغفل وتأمّل.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 234

  • )) مهذّب الأحکام 1 : 271.
  • )) تقدّم فی الجزء الأوّل : 100 .
  • )) تقدّم فی الجزء الأوّل : 350 ـ 351، ولاحظ الطهارة (تقریرات المحقّق الحائری) الأراکی 1 : 253 .
  • )) لاحظ مستمسک العروة الوثقیٰ 1 : 248، مهذّب الأحکام 1: 271.