المقصد الثانی فی النجاسات وأحکامها

المسألة الاُولیٰ : فی نجاسة بول ما لا یؤکل لحمه من ذی النفس

المسألة الاُولیٰ : فی نجاسة بول ما لا یؤکل لحمه من ذی النفس

‏ ‏

‏بول الـحیوان غیر الـمأکول لـحمـه ذی الـنفس الـسائلـة، نجس‏‎ ‎‏بالاتفاق‏‎[1]‎‏، ولا حاجـة إلـی الاستدلال. والـمخالـف من الـمخالـفین‏‎ ‎‏الـنخعیّ، حیث قال بطهارة أبوال جمیع الـبهائم والـسباع‏‎[2]‎‎[3]‎‏.‏

‏ویدلّ علیـه معتبر عبداللّٰـه بن سِنان فی «الـوسائل» قال: قال أبو‏‎ ‎‏عبداللّٰـه ‏‏علیه السلام‏‏: «‏اغسل ثوبک من أبوال ما لا یؤکل لحمه»‎[4]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 294
‏والـقدر الـمتیقّن منـه ما کان منها ذا نفس سائلـة.‏

‏والإشکال فی قصورها وقصور ما هو مثلها عن إثبات الـنجاسـة، کتوهّم‏‎ ‎‏اختصاص الـنجاسـة بالـثوب، واختصاصها بثوب ابن سِنان.‏

‏هـذا مع أنّک قـد عرفت : أنّـه لا حاجـة إلـیٰ إثبات اعتبار الـنجاسـة،‏‎ ‎‏بل الـمقصود إثبات أنّ هذا الأمر لـیس مولویّاً، بل هو إرشاد إلـیٰ لـزوم‏‎ ‎‏الـغسل فیما یشترط بالـطهارة، سواء کانت الـنجاسـة منتزعـة عن هذا الأمر،‏‎ ‎‏أم لا، فلا تخلط.‏

‏ویمکن الإشکال فی الاستدلال بهذه الأخبار: بأنّ الـمراد من قولـه ‏‏علیه السلام‏‏:‏‎ ‎‏«‏ما لا یؤکل لحمه‏» أعمّ من الـحیوانات الـمحرّمـة وما لا یؤکل عادة، کما یأتی‏‎ ‎‏فی الـمسألـة الـثالـثـة، وإخراج الـطائفـة الـثانیـة للقرینـة، یورث الـقصور‏‎ ‎‏عن إثبات الـنجاسـة بها، کما لا یخفیٰ.‏

‏ثمّ إنّـه ربّما یمکن توهّم انصراف هذه الـروایات عن بول الإنسان، کما‏‎ ‎‏فی لباس الـمصلّی‏‎[5]‎‏. ولکنّـه ولو تمّ لا یستلزم طهارتـه؛ لإطلاق الأوامر‏‎ ‎‏بالـغسل من الـبول الـمصیب للثوب مع ترک الاستفصال.‏

‏بل والـقدر الـمتیقّن منـه هو ثوب الإنسان؛ لـکثرة الابتلاء بـه، مع ما‏‎ ‎‏ورد فی الـباب الـمزبور من معتبر سَماعـة، قال: سألتـه عن أبوال الـکلب‏‎ ‎‏والـسِنَّوْر والـحمار.‏

‏فقال: «‏کأبوال الإنسان»‎[6]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 295
‏وإضماره غیر مضرّ کما تحرّر‏‎[7]‎‏، وشمولـه للحمار لا یورث قصوراً فی‏‎ ‎‏أصل الـدلالـة، کما لا یخفیٰ.‏

‏ویحتمل أن یراد منـه: أنّ أبوالـها کأبوالـهم؛ فی أنّها طاهرة ونجسـة؛‏‎ ‎‏فإنّ من أبوال الإنسان ما هو طاهر، بل أطهر من کلّ شیء، کما لا یخفیٰ علیٰ‏‎ ‎‏أهلـه، فلیتدبّر.‏

‏هذا مع قیام الـسیرة الـقطعیّـة علیـه؛ لأنّ حکم هذه الـموضوعات‏‎ ‎‏یؤخذ من الآباء والأجداد یداً بعد ید. ویشهد لـذلک ما ورد فی الاستنجاء، علیٰ‏‎ ‎‏ما مرّ منّا فی محلّـه: من إثبات أعمّیـة «الاستنجاء» فراجع‏‎[8]‎‏.‏

‏ثمّ إنّ الـظاهر عدم الـحاجـة إلـیٰ دعوی الانصراف؛ لأنّ کلمـة «‏ما‏»‏‎ ‎‏لـغیر ذوی الـعقول، فالـتعمیم یحتاج إلـی الـدلیل، فاغتنم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 296

  • )) المعتبر 1 : 410 ، تذکرة الفقهاء 1 : 49 ، مستند الشیعة 1 : 137 .
  • )) الظاهر أنّ الفراغ من هذا التسوید، کان فی النصف الثانی من العشر التاسع من القرن الحاضر 1394 بید أقلّ العباد؛ مصطفیٰ بن روح اللّٰه الموسویّ الخمینیّ عفی عنهما، نجف ... [منه قدس سره].
  • )) المجموع  2 : 548 / السطر 18.
  • )) الکافی 3: 57 / 3، وسائل الشیعة 3: 405، کتاب الطهارة، أبواب النجاسات، الباب8 ، الحدیث2.
  • )) لاحظ مهذّب الأحکام 1: 284.
  • )) تهذیب الأحکام 1: 422 / 1336، وسائل الشیعة 3: 406، کتاب الطهارة، أبواب النجاسات، الباب8 ، الحدیث 7.
  • )) لعلّه فی قواعده الرجالیة وهی مفقودة .
  • )) تقدّم فی الصفحة 128 ـ 129 .