المقصد الثالث فی الشروط

حکم الشرط المخالف لمقتضی العقد فی سائر العقود

حکم الشرط المخالف لمقتضی العقد فی سائر العقود

‏ ‏

ومن هنا یظهر‏ حال الاشتراط فی ضمن سائر الـعقود، کالـعاریـة،‏‎ ‎‏والـوکالـة، والـودیعـة، والـشرکـة، والـمضاربـة، فإنّ الـشرط الـمنافی‏‎ ‎‏للمقتضی ینتهی إلـیٰ بطلان نفسـه، وإلاّ فیصحّ کلاهما، ولا ثالـث إلاّ من‏‎ ‎‏ناحیـة قصور أدلّـة الـشروط، أو دلیل الـوفاء بالـعقد علیٰ وجـه یشمل‏‎ ‎‏الـوفاء بالـشرط.‏

نعم،‏ فی خصوص الـعقود الـجائزة إشکال؛ من ناحیـة إمکان صحّـة‏‎ ‎‏انصراف دلیل نفوذ الـشرط عنـه، کعقد الـشرکـة وأمثالـه من الـعقود‏‎ ‎‏الـجائزة، ولـذلک اختلفوا فیـه، ولـعلّ الأکثر علی الـبطلان، ولـیس منشأه‏‎ ‎‏الـشبهـة الـعقلیّـة، کما قد یتوهّم، بل أساس الـشبهـة قصور ذلک.‏

‏ومن الـمحتمل سرایـة لـزوم الـوفاء بالـشرط إلـی الـعقد، فیصیر‏‎ ‎‏لازماً بالـعرض، فالـشرط متقوّم بالـعقد فی الـوجود، والـعقد متقوّم‏‎ ‎‏بالـشرط فی الـلزوم، فلیلاحظ جیّداً.‏

ثمّ‏ إنّ إطالـة الـکلام حول ماهیّـة بعض الـعقود وأحکامها وأنواعها،‏‎ ‎‏هی هنا من الـلغو الـمنهیّ. مع أنّ الـفقیـه یجب علیـه الاحتیاط، وهذا‏‎ ‎‏لایحصل إلاّ بإیکال أمر کلّ عقد بحسب هذه الـجهات إلـیٰ کتابـه؛ لإمکان‏‎ ‎‏قصوره فی استیفاء حقّ الـبحث والـفحص، وأمّا ما هو أصل الـبحث هنا، فهو‏‎ ‎‏ما أشرنا إلـیـه من حدیث الاقتضاء وحدود دخالـتـه.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الخیارات (ج. 4)صفحه 108