سورة البقرة

المسألة الرابعة عشرة : حول کلمة «أمَرَ»

المسألة الرابعة عشرة

‏ ‏

حول کلمة «أمَرَ»

‏ ‏

‏الأمر یجمع علیٰ اُمور، وهو الـشیء، أو کنایـة عن ذوات الأحداث‏‎[1]‎‏،‏‎ ‎‏وهو بهذا الـمعنی جامد، والأمر ـ جمعـه: أوامر ـ معناه الـصیغ الـخاصّـة من‏‎ ‎‏الأبواب الـمختلفـة، کالـنهی والـنواهی، فإذا قیل: أمر اللّٰه أن یوصل؛ أی‏‎ ‎‏أوجب اللّٰه ـ مثلاً ـ بصیغـة الأمر الـوصل والإیصال، وقال: صِلوا.‏

‏هذا إذا کان مستعملاً فی معناه الـحقیقی، وربّما یُراد منـه الإنشاء، فیُنشأ‏‎ ‎‏بـه مفاد الـصیغـة، فإذا قیل: أمرالـلّٰـه بـه أن یوصل، فمعنـاه أوجب اللّٰه‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 20
‏الإیصال والـصلـة، وبنفس هذا الأمر یحصل الـوجوب، وهذا من الإنشاء بمادّة‏‎ ‎‏الأمـر، وهی من الـمشتقّات، دون الأمر الـذی یُجمع علیٰ اُمور، فإنّـه لیس‏‎ ‎‏معناه الـحدث.‏

والـحقّ:‏ أنّ الإنشاء بـه علیٰ خلاف الـوضع؛ لأنّـه معناه لیس إلاّ إیجاد‏‎ ‎‏الـبعث بالـصیغـة وبالأمر. نعم یجوز توسّعاً، کما فی الـنهی ذلک، فلایعتبر‏‎ ‎‏وجود الأمر بالـصلـة فی الـشرع بعد قولـه تعالـیٰ ‏‏«‏أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أنْ یُوصَلَ‏»‏‏؛‏‎ ‎‏لأنّـه یستفاد منـه أنّـه الـواجب الـمأمور بـه. وتفصیل الـمسألـة فی‏‎ ‎‏«تحریراتنا الاُصولیـة»‏‎[2]‎‏.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 21

  • )) راجع أقرب الموارد 1 : 18.
  • )) راجع تحریرات فی الاُصول 2 : 18 .