سورة البقرة

الوجه الثالث : حول تعقیب الإیمان بالأعمال الصالحة

الوجه الثالث

‏ ‏

حول تعقیب الإیمان بالأعمال الصالحة

‏ ‏

من تلک الـوجوه:‏ عدم الإهمال ولو کان الـکلام فی موقف الـتسهیل‏‎ ‎‏والـترغیب، فإنّـه ربّما یکون تأثیره بالـعکس، وعلیٰ خلاف جهـة الـمطلوب؛‏‎ ‎‏مثلاً فیما نحن فیـه اعتبر الـجنّـة والـنعمـة والـحیاة الاجتماعیـة مع الأزواج‏‎ ‎‏والـخلود من آثار الإیمان والأعمال الـصالـحـة، ولم یقنع الـقرآن بذکر‏‎ ‎‏الإیمان فقط؛ لما فیـه تضیـیع الـحقّ وتعمیـة الأمر علیهم؛ ضرورة أنّ مجرّد‏‎ ‎‏الإیمان لایکفی، ولذلک لاحظ جانب الـواقع، وأخذ بتوجیههم إلـی الـشرطین:‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 39
‏الـحکمـة الـنظریـة، والـحکمـة الـعملیـة.‏

‏وأمّا توهّم لزوم جمیع الأعمال الـصالـحـة فهو باطل؛ لأنّ الـمحرّر فی‏‎ ‎‏محلّـه: أنّ الـجمع الـمحلّیٰ بالألف واللام لایفید الـعموم بالـوضع، بل أقلّـه‏‎ ‎‏الـثلاثـة، فیکفی الـثلاثـة، أو یکون تابعاً لفهم الـعرف والـعقلاء.‏

‏وفی إیکال فهم الأعمال الـصالـحـة إلـی أنفسهم، إشعار بأنّ جمیع‏‎ ‎‏الـتکالـیف الإلهیـة صالـحـة ومطابقـة للفطرة، ولایحتاج إلـیٰ الإیضاح، وأنّ‏‎ ‎‏جمیع الـصالـحات الـعقلیـة مورد الـرغبـة والـطلب، ویتعقّبها الـجنّـة‏‎ ‎‏الـکذائیـة، فدین الإسلام یدور مدار الـمصالـح الـعقلیـة والـفطریـة، فکلّ‏‎ ‎‏صالـح عملـه مطلوب وجزاؤه الـجنّـة، وکلّ ما لیس بصالـح غیر مطلوب،‏‎ ‎‏ولیس من الإسلام.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 40