سورة البقرة

المسألة الاُولیٰ : حول کلمة «کیف»

المسألة الاُولیٰ

‏ ‏

حول کلمة «کیف»

‏ ‏

‏«کیف» وفیـه أیضاً «کی» نحو «سوف» و«سو»، اسم لایحتوی علیٰ‏‎ ‎‏معنیً مشخّص وغیر متمکّن‏‎[1]‎‏، وسکون الـفاء لغـة عامیـة. ویخطر بالـبال أنّـه‏‎ ‎‏یحتوی علیٰ الـسؤال عن الأوصاف الـغریزیـة، فیقال: کیف زید؟ أصحیح أم‏‎ ‎‏سقیم؟ ولایقال: أقائم أم قاعد؟ فهذا یشهد علی خلاف رأی الـنحاة واللغویـین‏‎ ‎‏کما صرّحوا بـه فی موضع آخر.‏

وبالجملة: ‏تستعمل علیٰ ‏وجهین:

‏الأوّل:‏‏ أن تکون شرطاً، فتدخل علیٰ فعلین متّفقی اللفظ والـمعنیٰ غیر‏‎ ‎‏مجزومین، نحو: کیف تصنع أصنع، وقالـوا: لایجوز «کیف تجلس أذهب»‏‎ ‎‏باتّفاق‏‎[2]‎‏.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 127
‏ویخطر بالبال: أنّها لیست من أداة الشرط، بل تشتمل علیٰ معنیٰ الشرط،‏‎ ‎‏ولذلک لاتجزم الـفعلین، ولایعتبر الاتّفاق اللفظی؛ لکفایـة الـترادف بالضرورة.‏

‏ثمّ من الـنحاة من یجوّز الـجزم‏‎[3]‎‏، وقیل: یجوز عند اقترانها بـ«ما»‏‎[4]‎‏.‏

الثانی: ‏تأتی للاستفهام الـحقیقی والإنشائی مریداً بـه الـمعنیٰ الآخر،‏‎ ‎‏کالـتعجّب والـنفی والـتوبیخ، ولکونـه معنیً مستقلاًّ واسماً یقع خبراً، نحو‏‎ ‎‏«کیف أنت»‏‎[5]‎‏.‏

‏وفیـه: أنّـه من الـسؤال والإنشاء، ولیس إخباراً وخبراً، ولذلک لایأتی‏‎ ‎‏علیـه الـصدق والـکذب. نعم هو فی حکم الـخبر کسائر الـجمل‏‎ ‎‏الاستفهامیـة.‏

‏وتأتی حالاً، فیقال: کیف جاء زید؟ أی علیٰ أیّ حال جاء؟ ومفعولاً‏‎ ‎‏مطلقاً، نحو «کیف فعل ربّک»؟! أی: أیَّ فِعلٍ فَعَل ربُّک؟!‏

وبالجملة:‏ «کیف» فی هذه الآیة للاستفهام الإنشائی، وینتزع عنه التوبیخ.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 128

  • )) راجع أقرب الموارد 2 : 1117.
  • )) نفس المصدر.
  • )) مغنی اللبیب : 106 .
  • )) نفس المصدر.
  • )) راجع أقرب الموارد 2 : 1117 .