سورة البقرة

الوجه الرابع : الخطاب بالصفة المتلبّس بها

الوجه الرابع

‏ ‏

الخطاب بالصفة المتلبّس بها

‏ ‏

‏من وجوه بلاغة الکلام مراعاة حال الـمخاطب علیٰ الـصفـة الـتی‏‎ ‎‏تلبّس بها، ویکون متلبّساً بها حین الـخطاب، وهذا ممّا لایتیسّر إلاّ بإتیان‏‎ ‎‏الـفعل الـمضارع، فلو قیل: کیف کفرتم؟! فلازمـه أن یکون الـخطاب شاملاً‏‎ ‎‏لمن لایکون متلبّساً بالـکفر، وهذا خلاف الـبلاغـة، ولو کان قد کفر قبل ذلک‏‎ ‎‏وآمن من حین الـخطاب، فلایجوز مواجهتـه بمثلـه، ففی الـمقام ولو کان‏‎ ‎‏الـفعل الـماضی أنسب ـ حسب ما تحرّر ـ ولکن ملاحظـة اُسلوب الـتوجیـه‏‎ ‎‏الـدینی یقضی بما ورد فی الـکتاب الإلهی.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 145