الوجه السابع
اجتماع المحسّنات الصناعیّة فی الآیة
من الـمحرّر فی محلّـه: أنّ جمیع الـمحسّنات اللفظیـة والـمعنویـة الـصناعیـة ـ الـتی ذکرها أصحاب علوم الـقرآن والـعربیـة ـ ربّما تکون مستجمعـة فی کلام، ومع ذلک لایستحسنـه الـعقلاء وأهل الـذوق والأدب وأرباب الـشعر والـفهم؛ وذلک لأنّ ما هو موافق للطبع الـبشری، هی الـحرکات الـمتوافقـة الـموزونـة والـسکنات الـمتخلّلـة بینها علیٰ نهج خاصّ ومیزان معیّن، مثلاً فی قولـه تعالـیٰ: «کَیْفَ تَکْفُرُونَ ...» إلـیٰ آخره
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 147
تریٰ أنّ مبنیٰ الآیـة علیٰ حرکـة الـضمّ الـمتخلّل فیها سائر الـحرکات والـسکنات الـغیر الـمانعـة عن اتّصالات لازمـة بین الـحرکات الـمضمومـة، وفی قولـه تعالـیٰ: «هُوَ الَّذِی ...»إلـیٰ آخره لوحظ الـوقوف علیٰ الألف الـساکنـة فمن کلمـة «ما» و«جمیعاً» و«استویٰ» و«سماء» و«سوّیٰ» و«سماوات»، حصلت نغمـة خاصّـة، مضافاً إلـیٰ تجانس الـحروف من تعاقب الـسینات الـخمسـة، ولَعمری أنّ الإعجاز وراء هذه الـدقائق الـراقیـة، وقبول الـطباع الـبشریـة لأجل هذه الـخصوصیات الـملحوظـة.
و لَعمرُ الـحبیب إنّ من استماع تلک الأصوات الـمتألّفـة یحصل الابتهاج، الـذی لایتضرّر بتاتاً من استماع قولـه تعالـیٰ: «وَ هُوَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمٌ»الـذی ورد فی ذیل الآیـة الـشریفـة، مع أنّـه بعید غایتـه عن تلک الـزنـة والـنغمـة الـسابقـة جدّاً، کما هو ظاهر بـیّن.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 148