سورة البقرة

الوجه العاشر : الإتیان بضمیر الجمع فی «سواهنّ»

الوجه العاشر

‏ ‏

الإتیان بضمیر الجمع فی «سواهنّ»

‏ ‏

‏یتوهّم أنّ الأنسب أن یقال: استویٰ إلـیٰ الـسماء فسوّاها سبع سماوات،‏‎ ‎‏ویحتمل أنّ الأنسب ضمیر الجمع لتطابق الـمبتدأ والـخبر فی ذلک، فبحسب‏‎ ‎‏الـمعنی وإن کان الإفراد أنسب، إلاّ أنّـه بحسب اللفظ یناسب الـثانی.‏

‏ومن الـغریب ما فی الـفخر: أنّ الإتیان بالـمبهم ثمّ الـتبیـین، أولیٰ؛‏‎ ‎‏لاشتیاق الـنفوس بعد الابتلاء بذلک الإبهام إلـی رفعـه‏‎[1]‎‏.‏

‏ولا أدری هل تقع بین قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏فَسَوَّاهُنَّ‏»‏‏ وقولـه تعالـیٰ:‏‎ ‎‏«‏سَبْعَ‏»‏‏فرصـة حتّیٰ یقع فیها هذه الاُمور.‏

فالأولیٰ أن یقال:‏ إنّ فی ذلک عنایـة بطبقات الـموادّ الـمنقلبـة إلـیٰ‏‎ ‎‏الـصورة الـسماویّـة، فیکون کلمـة «الـسماء» للکثرة الـمبهمـة؛ لما قیل: هی‏‎ ‎‏جمع السماءة‏‎[2]‎‏، أو الجنس المنطبق علیها، أو هناک نوع استخدام، کما لایخفیٰ.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 152

  • )) راجع التفسیر الکبیر 2 : 156، والکشّاف 1 : 123.
  • )) الجامع لأحکام القرآن 1 : 260.