المسألة الخامسة
العالی لایفعل للدانی
من الـمسائل الـمبرهنـة فی «قواعدنا الـحکمیّـة»: أنّ الـعالـی لایفعل للدانی، إلاّ أنّ فی الـکتاب آیات کثیرة توهم خلافها، وربّما تکون هذه الآیـة «هُوَ الـَّذِی خَلَقَ لَکُمْ مَا فِی الأَرْضِ» من أظهرها، ومن مراجعـة أدلّتها یتبیّن وجـه صحّـة هذه الـمقالـة، ووجـه استعمال لفظـة اللام وأمثالـها، فإنّ من براهینها: أنّ الـفعل إذا کان عنـه تعالـیٰ لغرض غیر ذاتـه تعالـیٰ، لکان فی تحصیل ذلک الـغرض مُغرضاً، فلابدّ هناک من غرض آخر حتّی یصل إلـیٰ ذاتـه؛ فراراً عن الـتسلسل فی الـعلل الـغائیـة، فإنّـه کالـتسلسل فی الـعلل الـفاعلیـة، فإذا کان ما هو الـغرض بالـحقّ والـحقیقـة هو تعالـیٰ، فالأغراض الـمتوسّطـة صورة من الـغایات الـتی تنتهی إلـیها الـحرکـة الـعالـمیـة الـکلّیـة، فیکون استعمال اللام بلحاظها، وهذا یکفی من غیر لزوم مجاز فی الاستعمالات.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 169