سورة البقرة

الوجه الثامن : توصیف الملائکة له تعالیٰ

الوجه الثامن

‏ ‏

توصیف الملائکة له تعالیٰ

‏ ‏

‏فی إتیان کلمـة ‏‏«‏سُبْحَانَکَ‏»‏‏ نهایـة اللطف والـحسن؛ نظراً إلـیٰ‏‎ ‎‏الـتوهّم الـمذکور الـمستشمّ من کلام الـملائکـة، ومؤیّدین بها صدق مقالـتهم:‏‎ ‎‏إنّهم یُسبحون اللّٰه ویقدّسونـه، وفی نفی الـعلم من أنفسهم نهایةُ الـخضوع‏‎ ‎‏اللازم عقیب الاستکبار الـمشاهد بدواً عنهم، وفی عدم نسبـة الـجهل إلـیٰ‏‎ ‎‏أنفسهم أیضاً، بعض نکات تأتی فی الـمسائل الـعقلیـة إن شاء اللّٰه تعالـیٰ.‏

‏وفی إتیان الـجملـة الـمؤکَّدة بذکر «الـحکیم» بعد «الـعلیم»، إشعار بأنّ‏‎ ‎‏أفعالـه تعالـیٰ غیر جزاف، ولایجعل هو تعالـیٰ مفسداً وسفّاکاً، بل مقروناً‏‎ ‎‏بالـمصالـح الـعالـیـة، أو لایجعل رأساً وبتاتاً، وتقدیم الـعلیم علیٰ الـحکیم‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 311
‏تقدیم الـطبع فی الأسماء. هذا، مع أنّ الـمذکور سابقاً هو الـعلم، فیناسب‏‎ ‎‏الـتقدیم، بل لـمّا کان الـبحث حول الـعلم، ولم یکن حول الـحکمـة إلاّ‏‎ ‎‏حسب الـدلالـة الالتزامیـة، یناسب ذلک، وفی اعتراف الـملائکـة بالـحکمـة،‏‎ ‎‏اعتذار من ناحیتهم بالـنسبـة إلـیٰ أصل الـبحث، وبالـنسبـة إلـیٰ تعلیم آدم‏‎ ‎‏وعرضهم علیٰ الملائکة.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 312