سورة البقرة

المسألة الثالثة : تکلیف العاجز

المسألة الثالثة

‏ ‏

تکلیـف العاجـز

‏ ‏

‏اختلفت آراء علماء الـکلام والاُصول فی جواز تکلیف الـعاجز بما‏‎ ‎‏لایطاق ولا یقدر علیـه، واستدلّ بعضهم بهذه الآیـة علیٰ جوازه؛ ضرورة أنّ‏‎ ‎‏الـملائکـة عاجزون عن الإنباء بالأسماء، وهو تعالـیٰ عالـم بذلک‏‎[1]‎‏.‏

‏وقول الـفخر وغیره: إنّها للتبکیت والاعتراف بالـعجز؛ بشهادة قولـه‏‎ ‎‏تعالـیٰ: ‏‏«‏إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ‏»‏‎[2]‎‏، غیر تامّ، بل ظاهر قولـه تعالـیٰ أیضاً هو‏‎ ‎‏الـشکّ والـشبهـة کما مرّ، مع أنّـه یشهد علیٰ جواز الـتکلیف الـمذکور‏‎ ‎‏ویؤکّده.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 325
‏والـذی هو الـحقّ: أنّ هیئـة الأمر لـیست موضوعـة للتکلیف، بل هی‏‎ ‎‏موضوعـة للبعث والإغراء والـتحریک الاعتباری، وإنّما الـکُلفـة وغیرها‏‎ ‎‏مستفادة من الاُمور اللاحقـة بالـکلام، الـخارجـة عن حدود دلالـة الأمر‏‎ ‎‏والـنهی وصیغتهما.‏

‏هذا، وقد عرفت أنّـه لا یستفاد من هذه الآیات جهالـة الـملائکـة؛‏‎ ‎‏لإمکان اطّلاعهم علیٰ عدم جواز إبراز الـعلم فی هذه الـساحـة. نعم تبقیٰ‏‎ ‎‏الـدلالـة علی حالـها.‏

‏والـجواب ما اُشیر إلـیـه، ولا شبهـة أنّه یعلم من الـقرائن أنّ الامر هنا‏‎ ‎‏لـیس موضوعاً لاستفادة الـتکلیف منـه.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 326

  • )) راجع شرح المقاصد 4: 299، والتفسیر الکبیر 2 : 177.
  • )) نفس المصدر.