وعلیٰ مسلک أصحاب الحدیث
«وَعَلَّمَ آدَمَ الأَ سْمَاءَ کُلَّهَا» فعن ابن عبّاس: أسماء ولده إنساناً والـدوابّ، فقیل: هذا الـحمار، وهذا الـجمل، وهذا الـفرس.
وعن الـضحّاک عن ابن عبّاس: هی هذه الأسماء الـتی یتعارف بها الـناس: إنسان ودوابّ وسماء وأرض وسهل وبحر، وأشباه ذلک من الاُمم.
وعن سعید بن معبد، عن ابن عبّاس، قال: علّمـه اسم الـصُّحفـة والـقدر قال: نعم حتّیٰ الـفسوة والـفسیـة.
وعن مجاهد: علّمـه اسم کلّ دابّـة وکلّ طیر وکلّ شیء.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 357
وعن أمثال ابن جبیر وقتادة: أنّـه عُلِّم اسم کلّ شیء.
وفی روایـة الـربیع عنـه: أسماء الـملائکـة، ثمّ عرضهم علی الـملائکـة الـمسمّیات، کما عن قتادة.
وعن جماعـة منهم: ثمّ عرض الـخلق «فَقَالَ أَنْبِئُونی بأَسْمَاءِ هَـٰؤُلاَءِ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ». فعن مجاهد بأسماء هذه الـتی حدّثت بها آدم.
وعن ابن عبّاس: إن کنتم تعلمون من جعل فی الأرض خلیفـة.
وعن ناس من أصحاب الـنبیّ صلی الله علیه و آله وسلم: «إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ»؛ أنّ بنی آدم یُفسدون فی الأرض ویسفکون الـدماء.
«قَالُوا سُبْحَانَکَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا» فعن الـضحّاک، عن ابن عبّاس: تنزیهاً للّٰه من أن یکون أحد یعلم الـغیب غیره، تُبنا إلـیک «لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا»تبرُّؤاً منهم من علم الـغیب، إلاّ ما علمتنا کما علّمتَ آدم.
«إِنَّکَ أَنْتَ العَلِیمُ الحَکیمُ» فعن ابن عبّاس: الـعلیم الـذی قد کَمُل فی علمـه، والـحکیم الـذی قد کَمُل فی حکمـه.
«قَالَ یَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ» فعن ابن عبّاس: أخبرهم بأسمائهم.
«قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَکُمْ إنّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّمَـٰوَاتِ وَالأَرْضِ» وفی روایـة عن ابن وهب قال: قال ابن زید فی قصّـة الـملائکـة وآدم فقال اللّٰه للملائکـة:
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 358
کما لـم تعلموا هذه الأسماء، فلیس لـکم علم، إنّما أردتُ أن أجعلهم لـیفسدوا فیها، هذا عندی قد علمتـه، فکذلک أخفیتُ عنکم أنّی أجعل فیها من یعصینی ومن یطیعنی. قال: وسبق من اللّٰه: «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِینَ» قال: ولم تعلم الـملائکـة ذلک، ولم یدروه. قال: فلمّا رأوا ما أعطیٰ اللّٰه آدم من الـعلم أقرّوا لأدم بالـفضل. وقال زید بن أسلم: قال: أنت جبرائیل، أنت میکائیل، أنت إسرافیل... حتّیٰ عدّد الأسماء کلّها؛ حتّیٰ بلغ الـغراب.
«وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ» فعن ابن عباس: ماتُظهرون، وأعلم الـسرّ کما أعلم الـعلانیـة، وما کتم إبلیس فی نفسـه من الـکِبْر والاغترار.
وعن ناس من أصحاب الـنبی صلی الله علیه و آله وسلم، قال: قولهم «أَتَجْعَلُ فِیهَا مَنْ یُفْسِدُ فِیهَا» فهذا الـذی أَبدَوا «وَمَا کُنْتُمْ تَکْتُمُونَ» أی ما أسرّ إبلیس فی نفسـه من الـکِبْر. وهکذا فی روایـة عن سعید بن جبیر.
وعن قتادة: أسرّوا بینهم، فقالـوا: یخلق اللّٰه ما یشاء أن یخلق، فلن یخلق خلقاً إلاّ ونحن أکرم علیـه منـه.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 359