سورة البقرة

الأمر الأوّل : حول کلمة «السجدة»

‏ ‏

الأمر الأوّل

‏ ‏

حول کلمة «السجدة»

‏ ‏

‏قال فی «الأقرب»: سجد یسجد سجوداً خضع وانحنیٰ وانتصب. وقیل:‏‎ ‎‏یفرق بین الـسجود والـرکوع: أنّ الـراکع ینحنی واقفاً، والـساجد یخرّ علیٰ‏‎ ‎‏الأرض جاثیاً، فلا یترادفان‏‎[1]‎‏. انتهیٰ.‏

‏وفیـه: أیضاً أنّ أصل الـمعنیٰ فی هذه الـمادّة الانحناء‏‎[2]‎‏.‏

‏وفی «مفردات الـراغب»: أصلـه الـتطامن والـتذلّل، وجعل ذلک عبارة‏‎ ‎‏عن الـتذلّل للّٰه وعبادتـه‏‎[3]‎‏.‏

أقول: ‏قولـه: «وانتصب» فی غیر محلّـه، ولعلّـه زیادة من غیره، وتوهم‏‎ ‎‏الـفرق علی الـوجـه الـمزبور ممنوع؛ لـقولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏یَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 375
سُجَّداً‏»‏‎[4]‎‏، ‏‏«‏خَرُّوا سُجَّداً‏»‏‎[5]‎‏.‏

‏وما فی «الـمفردات»: أنّـه مخصوص للّٰه تعالـیٰ، فی غیر محلـه، وإلاّ‏‎ ‎‏لایتعلّق الـنهی بـه لـغیره، فهو اختصاص تشریعیّ، لا لـغویّ. نعم لا یبعد‏‎ ‎‏الـحقیقـة الـثانیـة فیما هو الـمتعارف فی الـحالـة الـخاصّـة فی الـرکوع‏‎ ‎‏الـصلاتی والـسجود الـصلاتی؛ بحیث ینصرف إلـیٰ تلک الـحقیقـة عند‏‎ ‎‏الإطلاق فی محیط الـمتشرّعـة، دون الـعرب علیٰ الأظهر الأقرب.‏

‏وربّما یتوهّم الـمتوهّم: أنّ الـسجود مخصوص بالإنسان، وأنّـه خضوع‏‎ ‎‏عن شعور إنسانی، وفی سائر الأماکن الاستعمالـیـة یعتبر مجازاً وتوسّعاً،‏‎ ‎‏والـظاهر أنّـه مطلق الـتخضّع، والالتزام بالـمجازیـة للقرینـة غیر ممنوع جدّاً.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 376

  • )) أقرب الموارد 1 : 495.
  • )) نفس المصدر.
  • )) راجع المفردات فی غریب القرآن : 223.
  • )) الإسراء (17) : 107.
  • )) مریم (19) : 58.