سورة البقرة

الوجه الأوّل : انسجام الآیات

الوجه الأوّل

‏ ‏

انسجام الآیات

‏ ‏

‏إنّ نهایـة الانسجام، وغایـة الـتناسق بین الآیـة والآیات الـسابقـة‏‎ ‎‏حاصلـة، فإنّـه بعد ما تبیّن أمر آدم ‏‏علیه السلام‏‏للملائکـة الـذین سلّوا سیوفهم علیٰ‏‎ ‎‏جعلـه خلیفـة فی الأرض، مع أنّـه کـان من مجعولاتـه تعالـیٰ، ولکنّهم مع‏‎ ‎‏ذلـک ذهلـوا عن الـنسبـة الإصداریـة، والـتفتوا إلـیٰ نفـس الـصادر‏‎ ‎‏والـمجعول فی الأرض فظـنّوا فی حقّـه مـا مـرّ، وبعـدما ظهـر موقفـه‏‎ ‎‏وموقفهم، حـان وقت الـخضوع لـه والـسجود، وحـان زمـان الاعتراف‏‎ ‎‏الـعملی بما صنعـه اللّٰه تعالـیٰ، وأنّه أحسنَ صُنْعـه، بعـدمـا اعترفوا قولاً؛‏‎ ‎‏حیـث ‏‏«‏قَالُوا سُبْحَانَـکَ لاَ عِلْمَ لَنَـا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَـٰا‏»‏‏ فأمر اللّٰه تعالـیٰ بالـسجود‏‎ ‎‏الـذی هو غایـة الـخضوع ونهایـة الـخنوع لآدم، وهم امتثلوا أمره تعالـیٰ‏‎ ‎‏بحمد اللّٰه ولـه الـشکر.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 385