سورة البقرة

البحث السابع : وجوب الإحسان

البحث السابع

‏ ‏

وجوب الإحسان

‏ ‏

‏أنّ قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ‏»‏‏ یدلّ مجموعاً علیٰ أنّ الـبرّ‏‎ ‎‏مورد الأمر، فیکون الإحسان والـبرّ واجباً، وهذا أمر صریح فی قولـه تعالـیٰ:‏‎ ‎‏«‏إِنَّ اللّٰهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ‏»‏‎[1]‎‏ وقولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَتَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ‎ ‎وَالتَّقْوَیٰ‏»‏‎[2]‎‏ وهذا أمر واجب بحسب الـشریعـة الإسلامیـة وشریعـة الـعقل‏‎ ‎‏الـفطری، والـمناقشـة أحیاناً فی حسن الإحسان، ترجع إلـیٰ کون مورد‏‎ ‎‏الـنقاش إحساناً وبرّاً، وإلاّ فکلّ ما کان برّاً وإحساناً فهو ممّا یُدرک الـعقل‏‎ ‎‏لـطفـه وحسنـه.‏

أقول:‏ هذه الـمسألـة بحسب الـطبع وإدراک الـعقل ممّا لاخدشـة فیها،‏‎ ‎‏وأمّا کونها واجبـة شرعاً کسائر الـواجبات الإلهیـة، فمحلّ منع؛ لـقیام‏‎ ‎‏الـضرورة علیٰ ذلک.‏

‏هذا، مع أنّ مقتضیٰ الأمر بالإحسان ـ کما فی مورد الـوالـدین ـ کفایـة‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 559
‏الإحسان مرّة واحدة؛ لـسقوط الأمر بالـطبیعـة عند أوّل مصداق الـمأمور بـه،‏‎ ‎‏کـمـا فی غیـره، فإذا أتیٰ الـمکلّف بالـبرّ مرّة واحدة، فهو کافٍ، ومن الـبرّ‏‎ ‎‏الـصلاة والـصوم وغیرهما، فیعلم من ذلک أنّـه أمر إرشادی إلـیٰ مقتضیّات‏‎ ‎‏الـطینـة الإنسانیـة.‏

‏والآیـة بصدد إحیاء الـمرتکزات الـبشریـة والـخُلْقیات الـفطریـة، مع‏‎ ‎‏أنّـه یلزم الـتخصیص الـمستهجَن، کما لایخفیٰ فتدبّر.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 560

  • )) النحل (16) : 90.
  • )) المائدة (5) : 2.