سورة البقرة

الأمر الثانی : دلالة الآیة علی أنّ فعل العبد مخلوقة

الأمر الثانی

‏ ‏

دلالة الآیة علی أنّ فعل العبد مخلوقة

‏ ‏

‏استدلّت الـمعتزلـة بقولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ‏»‏‏ علیٰ أنّ فعل‏‎ ‎‏الـعبد مخلوقـه، لامخلوق اللّٰه‏‎[1]‎‏، کما یستدلّ أحیاناً الـفقیـه علیٰ الـشرطیـة‏‎ ‎‏فی الأمر بالـمعروف أن لایکون نفسـه تارکاً لـه.‏

‏وتوهّم: أنّ جمیع الأفعال الـمستندة إلـیٰ الـخلائق تشهد علیٰ أنّها‏‎ ‎‏مخلوقهم، فی غیر محلّـه؛ لـجواز الـنسبـة الـمجازیـّة، بخلاف الـتوبیخ‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 565
‏والـتثریب والـذمّ.‏

‏ومن الـغریب أنّ الـفخر رجع إلـیٰ ما عنده من الـبرهان الـعقلی‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎‏فإنّـه کلام آخر لایضرّ بصحّـة الاستدلال وظهور الآیـة لـغـة. نعم لاتدلّ الآیـة‏‎ ‎‏علیٰ شرطیـة الـذکر أو الـعمل فی الأمر بالـمعروف؛ لـکون الآیـة بصدد إحیاء‏‎ ‎‏الارتکاز الـعقلائی والـفطرة.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 566

  • )) التفسیر الکبیر 3: 47.
  • )) نفس المصدر.