سورة البقرة

الأمر الرابع : الاستعانة بغیر الله‌

الأمر الرابع

‏ ‏

الاستعانة بغیر الله

‏ ‏

‏قد اشتهر بین طائفـة من أهل الـخلاف عدم جواز الـتمسّک بغیر اللّٰه،‏‎ ‎‏وممنوعیـّة الاستعانـة بغیر اللّٰه تعالـیٰ؛ حتّیٰ وصلت نوبـة إنکارهم إلـیٰ إنکار‏‎ ‎‏الـشفاعـة، ویأتی تفصیلـه، ویکفیک ردّاً لـفساد مقالـتهم صراحـة قولـه‏‎ ‎‏تعالـیٰ: ‏‏«‏وَاسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ‏»‏‏، فإنّـه یُستفاد منـه الـتشبّث بهما‏‎ ‎‏بعنوانهما لـحلّ الـمشاکل والـمعضلات، لا بمعنیٰ إقامـة الـزکاة والـصوم‏‎ ‎‏والـصبر والـصلاة، والـتصبّر علیها فی الإتیان بهما صحیحـة جامعـة للشرائط‏‎ ‎‏کاملـة الأجزاء.‏

‏فعلیٰ هذا یتبیّن جواز الاستعانـة بهما؛ متشبّثین بتوسّطهما للمسائل‏‎ ‎‏الـدنیویـة والاُخرویـة، وما ذلک إلاّ لـکونهما من الأعمال الـحمیدة والأفعال‏‎ ‎‏الـجائزة للتقرّب بهما من اللّٰه تعالـیٰ، فإذا کان ذلک جائزاً فی موردهما، ففی‏‎ ‎‏غیرهما یصحّ الـتشبّث بالأولویـة، کالـتمسّک بالـنبیّ ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ والـولیّ ‏‏علیه السلام‏‎ ‎‏وغیرهما.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 5)صفحه 567