سورة البقرة

المسألة الثالثة : حـول کلمة «الربح»

المسألة الثالثة

‏ ‏

حـول کلمة «الربح»

‏ ‏

‏رَبِـحَ فی تجارتـه یربح رَبْحَاً ورَبَحاً: استشفّ وکسب، وتجارتـه ربح‏‎ ‎‏فیها، فهی رابحـة. و الـربْح ـ ویُحرَّک ـ اسم مایربح،  الـرَّبَح محرّکـة أیضاً‏‎ ‎‏مایربحون من  الـمیسر‏‎[1]‎‏. انتهیٰ ما فی  الـلغـة.‏

‏وفی «تاج  الـعروس» و« الـمفردات»:  الـربح  الـنماء فی  الـمتجر‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎‏و الـزیادة  الـحاصلـة فی  الـمبایعـة‏‎[3]‎‏ . وقال ابن الاعرابی: هو اسم ما ربحـه،‏‎ ‎‏و الـعرب تقول ربحت تجارتـه إذا ربح صاحبها فیها، ومن  الـمجاز تجارة‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 9
‏رابحـة یربح فیها؛ لأنّ  الـتجارة لاتربح‏‎[4]‎‏. انتهیٰ.‏

والذی یظهر: ‏أنّ کلمات  الـلغویّین خ الـیـة عن تفسیر  الـربح ب الـزیادة‏‎ ‎‏و الـنماء، بخلاف  الـشرّاح و الـمفسّرین، و الـذین فسّروه بما لدیهم من مفهومـه‏‎ ‎‏عرفاً. ویظهر: أنّ « الـتاج» وغیره ظنّوا أنّ ما فی  الـلغـة وما عن ابن الأعرابی‏‎ ‎‏خلاف ما عندهم، مع أنّ  الـمراد من قولـه: «مایربح» هو  الـمعنیٰ  الـحاصل من‏‎ ‎‏ الـتجارة، وتفسیره بقولهم : «کسب فی تجارتـه» هو أنّـه طلب فی تجارتـه‏‎ ‎‏ الـمال ووصل إلـیـه، لا أنّـه مجرّد  الـکسب و الـطلب.‏

وبالجملة:‏ حال هذه  الـلغـة لایخلو عن نوع غموضـة بحسب  الـلغـة؛‏‎ ‎‏وإن کان معناه واضحاً بحسب  الـعرف والاستعمال.‏

‏ثمّ إنّ من  الـمحتمل کون رأس  الـمال رابحاً حقیقـة، وصاحبـه رابح‏‎ ‎‏مجازاً؛ لأنّ ماهو فی  الـحقیقـة أتیٰ ب الـزیادة هو  الـمال  الـمتّجر بـه، فما اشتهر‏‎ ‎‏بینهم من  الـمجازیـة فی قول  الـعرب: تجارة رابحـة، وقولهم ‏‏«‏رَبِحَتْ‎ ‎تِجَارَتُهُمْ‏»‏‏غیر واضح عندی.‏

‏ویحتمل کونها علیٰ نعت  الـحقیقـة؛ لأنّ  الـتاجر بما أنّـه یتّجر یربح،‏‎ ‎‏فکلٌّ من صاحب  الـمال و الـتجارة علّـة  الـربح وسبب  الـزیادة، کما لایخفیٰ.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 10

  • )) أقرب الموارد 1 : 382 .
  • )) تاج العروس 2 : 140 .
  • )) المفردات فی غریب القرآن : 185 .
  • )) تاج العروس 2 : 140 .