سورة البقرة

الوجه الرابع : حـول استعمال لفظة الاشتراء فی المقام

الوجه الرابع

‏ ‏

حـول استعمال لفظة الاشتراء فی المقام

‏ ‏

من وجوه البلاغة:‏ اختیار لفظـة «الاشتراء» فی مورد استبدال  الـهدایـة‏‎ ‎‏ب الـضلالـة و الـکفر بالإیمان و الـشرّ ب الـخیر... وهکذا؛ وذلک لأنّ الأفعال‏‎ ‎‏ الـصادرة عن الإنسان ربّما تکون صادقـة؛ سواء صدرت عن اختیار وتوجّـه‏‎ ‎‏و الـتفات، أو کان لا عن  الـتوجّـه و الـعلم، مثلاً: إذا ضرب زید عمراً بتخیّل‏‎ ‎‏أنّـه بکر أوبتخیّل آخر، یصدق أنّـه ضرب وصدر منه  الضرب، وربّما لاتکون‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 18
‏صادقة إلاّ فی صورة صدورها عن  الـتوجّـه والاختیار والالتفات، والاشتراء‏‎ ‎‏من  القسم  الـثانی، فإنّـه یدلّ علیٰ أنّ  الـمنافق بالاختیار وسوء  الـتدبیر استقبل‏‎ ‎‏ الضلالـة، واستبدلها بالإیمان، وفی ذلک أیضاً إشعار بأمر آخر: وهو أنّ‏‎ ‎‏ الـهدایـة کانت فی أیدیهم وتحت اختیارهم، فرفضوها وأخذوا عوضها‏‎ ‎‏ب الـمبادلـة و الـمبایعـة.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 19