سورة البقرة

حول عدم اشتراط کون المبیع أو الثمن عیناً

‏حول عدم اشتراط کون المبیع أو الثمن عیناً‏

‏ ‏

قد اشتهر بینهم:‏ أنّ حقیقـة  الـبیع وماهیـة الاشتراء متقوّمـة ب الـمبادلـة‏‎ ‎‏بین الأعیان‏‎[1]‎‏، وذهب جمع منهم إلـیٰ کفایـة کون  الـمبیع عیناً دون  الـثمن‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎‏واخترنا فی محلّـه أنّ فی ماهیّـة  الـبیع والاشتراء لیس هذا ولا ذاک‏‎[3]‎‏، ومن‏‎ ‎‏أدلّتنا هذه الآیـة  الـشریفـة وأمث الـها، فإنّـه وإن کان الاستعمال فی  الـمقام من‏‎ ‎‏ الـمجاز، إلاّ أنّ الاستعارة و الـمجاز لایصحّ فی کلّ مقام؛ ضرورة اعتبار‏‎ ‎‏ الـتناسب بین  الـمعنیٰ  الـحقیقی و الـمعنیٰ الاستعاری، وأنّـه لابدّ وأن یساعد‏‎ ‎‏الاعتبار علیـه، وعندئذٍ یُستفاد من الآیـة : أنّ ماهیـة الاشتراء لیست متقوّمـة‏‎ ‎‏بکونها مضافة إلـیٰ الأعیان ومتعلّقـة بها؛ لأنّ  الـضلالـة و الـهدیٰ من  المعانی.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 26
وأمّا دعویٰ:‏ أنّـه من باب الادّعاء، وکأنّـه ادّعیٰ ضمناً أنّ  الـضلالـة عینٌ‏‎ ‎‏تُباع وتُشتریٰ، وهکذا  الـهدایـة مثلاً، فوقع بینهما  الـمبادلـة والاستبدال.‏

‏فهی غیر نقیّـة جدّاً؛ لاستبعاد  الـناس ذلک، ویکون هذا من  الـدعویٰ بلا‏‎ ‎‏مصحّح، فإنّ فی دعویٰ أنّ زیداً أسد، لابدّ من مصحّح لها، وهی  الـشجاعـة، ولا‏‎ ‎‏مصحّح فی  الـمقام.‏

وتوهّم:‏ أنّ  الـنظر فی الادّعاء إلـیٰ تصحیح استعارة لفظـة «الاشتراء»،‏‎ ‎‏فاسد ب الـضرورة.‏

‏فمن هذه الآیـة نستخرج جواز بیع ما لا یعدّ عیناً، کما فی بیع‏‎ ‎‏« الـسَّرْقُفلیـة»  الـتی هی من الاُمور  الـمتعارَفة فی هذه الأعصار والأمصار.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 27

  • )) الحدائق الناضرة 18 : 429 .
  • )) مفتاح الکرامة 4 : 148 / السطر6، المکاسب ، الشیخ الأنصاری : 79 / السطر2 .
  • )) البحث حول شرائط العوضین من کتاب «البیع» للمصنّف قدس سره مفقود .