سورة البقرة

علیٰ مسلک الحکیم

وعلیٰ مسلک الحکیم

‏ ‏

‏«‏اُولَـٰئِکَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا‏»‏‏ بالاختیار ـ لا ب الـقهر والإجبار ـ‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 38
‏«‏الضَّلاَلَةَ‏»‏‏ و الـشقاوة و الـخسران و الـدنیا بأفع الـهم  الـفاسدة الاختیاریـة،‏‎ ‎‏واتّجروا بجلب  الـضلالـة و الـظلمـة ـ وب الـحرکـة غیر  الـمستقیمـة و الـتبدّل‏‎ ‎‏و الـتحوّل  الـتضعّفی ـ ‏‏«‏بِالْهُدَیٰ‏»‏‏؛ وبإعطاء  الـهدایـة  الـذاتیـة والاستعداد‏‎ ‎‏ الـفطری و الـهیولی  الـتوحیدی، فاستبدلوها بـه، رفضوا  الـهدیٰ و الـطریق‏‎ ‎‏ الـمستقیم  الـمتحرّک فیـه حسب الأصل ومقتضیات  الـذات، فباعوا الآخرة‏‎ ‎‏ب الـدنیا، و الـدرّة  الـفاخرة ب الـثمن الأرخص الأدنیٰ، فاستحبّوا  الـعمیٰ علیٰ‏‎ ‎‏ الـهدیٰ  الـحاصل فی مادّتـه بالاختیار،  الـمنتهی إلـیٰ آبائـه أو اُمّهاتـه ، أو‏‎ ‎‏إلـیٰ أفع الـه وأقو الـه، أو  الـحاصل فیها بالاختیار  الـمنتهی إلـیٰ اختیار اللّٰه‏‎ ‎‏تع الـیٰ فی سلسلـة  الـعوامل والأسباب و الـمسبّبات و الـمع الـیل.‏

‏«‏فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ‏»‏‏ أدباً، وإلاّ فخسرت تجارتهم خسراناً یحصل لهم‏‎ ‎‏علیٰ وجـه لایتمکّنون من  الـفرار منـه ومن تفکیکـه؛ لأنّـه من  الـلوازم‏‎ ‎‏ الـقهریـة للحرکـة  الـجِبِلّیـة  الـذاتیـة الأصیلـة.‏

وبالجملة:‏ لایدور الأمر بین ثلاثـة:  الـخسران، و الـربح، وعدم  الـربح،‏‎ ‎‏بل الأمر هنا یدور بین  الـخسران و الـربح، فإذا ما ربحت تجارتهم فقد خسرت،‏‎ ‎‏وفی إسناد  الـخسران إلـیٰ  الـتجارة، إیماء إلـیٰ أنّـه من الاُمور  الـقهریـة‏‎ ‎‏ الـحاصلـة من  الـمبادئ الاختیاریـة وبسوء الاختیار.‏

‏«‏وَمَا کَانُوا مُهْتَدِین‏»‏‏ علیٰ نعت خارج  الـمحمول و الـمحمول‏‎ ‎‏ب الـصمیمـة؛ حتّیٰ لایتمکّنوا من الاشتراء و الـبیع، بل کان عندهم ـ علیٰ نعت‏‎ ‎‏ الـمحمول ب الـضمیمـة ـ شیء من  الـهدایـة، فجعلوها ثمناً.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 39

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 40