سورة البقرة

الوجه الحادی عشر : حـول «ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ»

الوجه الحادی عشر

‏ ‏

حـول ‏«‏‏ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ‏‏»‏

‏ ‏

‏فی إسناد الإذهاب إلـیٰ اللّٰه تع الـیٰ، وفی وجـه تعدیـة  الـذهاب ب الـباء‏‎ ‎‏ما مرّ فی  الـبحوث  الـسابقـة فی الآیات  الـماضیـة، وقد اُشیر فیما سلف إلـیٰ‏‎ ‎‏توهّم: أنّ  الـتعدیـة ب الـباء ربّما تنتهی إلـیٰ أنّ اللّٰه تع الـیٰ لایکون مصاحباً‏‎ ‎‏للمذهوب بـه، بخلاف  الـتعدیـة ب الـهمزة، فلیتدبّر.‏

‏ولو کان جملـة ‏‏«‏ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ‏»‏‏ من تـتمّـة  الـتمثیل ف الـمقصود‏‎ ‎‏أنّ الأریاح و الـعواصف ـ  الـمستندة فی وجودها وحرکاتها ـ إلـیـه تع الـیٰ‏‎ ‎‏ذهبت بنورهم  الـحسّی، ولو کانت هی للأعمّ من  الـتمثیل و الـممثّل لـه ـ کما‏‎ ‎‏عرفت تحقیقـه ـ فذهب اللّٰه ب الـعوامل  الـحسّیـة نورهم  الـحسّی، وب الـعوامل‏‎ ‎‏الأفع الـیـة والأخلاقیـة نورهم  الـمعنوی، وإمکان هدایتهم الاستعدادی، أو‏‎ ‎‏جوهرة سعادتهم  الـفطریـة وخمیرة حسناتهم  الـمخمورة، وسَیَمرّ علیک صحّـة‏‎ ‎‏ الـنسبـة علیٰ نعت  الـحقیقـة إن شاء اللّٰه تع الـیٰ.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 81