وعلیٰ مسلک الحکیم
«صُمٌّ» بحسب الـقویٰ الـباطنیـة وبحساب غایاتها الـطبیعیـة، وهی الـهدایـة إلـیٰ الـحقائق الـواقعیـة، فیکونوا هم «بُکْمٌ» علیٰ الـوجـه الـمزبور فیکونوا «عُمْیٌ» فلأجل الـتحقّق بهذه الـرذائل والأوساخ ولأجل الاتّصاف فی اُفُق الـقلب بهذه الـخبائث الـردیئـة، «فَهُمْ لاَیَرْجِعُونَ»إلـیٰ أحکام الـفطرة ومحمولات الـطینـة، بعد الانحراف عن جادّة الاعتدال و الـطریقـة الـمألوفـة، أو هم لایرجعون ولایعودون إلـیٰ الـبرازخ و الـقیامـة، أو هم لایرجعون إلـیٰ الـدنیا، ولا رجعـة لهم؛ لأنّهم قد لبسوا لباس الأعدام، فلا بقاء لهم حتّیٰ یرجعوا.
وقریب منه: هم «صُمٌّ» فی الـنشأة الـباطنـة، وبعد خلع الـمادّة وفی
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 141
الـبرازخ و الـقیامـة، وهم الآن محکومون بأحکام الـبرزخ و الـقیامـة، و«بُکْمٌ» و«عُمْیٌ» فی الـنشآت الـلاحقـة، وهم «لاَیَرْجِعُونَ»لایرجعون إلـیٰ مبدأ حرکتهم وسیرهم، وإلـیٰ ابتداء خلقهم وفطرتهم، ولایرجعون من الآخرة إلـیٰ الـدنیا ب الـضرورة، فإنّ الـمتأخّر لایرجع إلـیٰ الـمتقدّم.
وقریب منه: هم «صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ» مجازاً بحسب الـقویٰ الـظاهریـة، وحقیقـة بحسب الـقویٰ الـباطنیـة، أو بحساب یوم حشرهم، وهکذا «فَهُمْ لاَیَرْجِعُونَ» فی هذه الـنشأة إلـیٰ الـهدایـة و الـسعادة، وإلـیٰ الإسلام والإیمان، واُرید بذلک الـتحریک و الـتحریض إلـیٰ الـرجوع و الـعود إلـیٰ الـفطرة الأصلیـة و الـطینـة الـمخمورة، وهم لایرجعون فی الـنشآت الـمتأخّرة و الـلاحقـة إلـیٰ الـهدایـة و الـنجاة؛ لامتناع الـرجوع و الـعود بعد الـفراغ عن الـمادّة، وبعد رفض الـبدن و الـصیصیـة ب الـضرورة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 142