سورة البقرة

المسألة التاسعة : حـول کلمة «الصواعق»

المسألة التاسعة

‏ ‏

حـول کلمة «الصواعق»

‏ ‏

‏« الـصواعق» جمع  الـصاعقـة، وهی بمعنیٰ  الـموت، وکلّ عذاب مُهلک،‏‎ ‎‏وصیحـة  الـعذاب، و الـمخراق  الـذی بید  الـملک سائق  الـسحاب، ونار تسقط‏‎ ‎‏من  الـسماء فی رعد شدید لاتمرّ علیٰ شیء إلاّ أحرقتـه. انتهیٰ ما فی‏‎ ‎‏«الأقرب»‏‎[1]‎‏.‏

‏وعن  الـخلیل، عن قوم من  الـعرب:  الـساعقـة ب الـسین‏‎[2]‎‏. انتهیٰ.‏‎ ‎‏ولایخفیٰ أنّ ذلک من باب قاعدة تبدیل  الـصاد ب الـسین وب الـعکس فی‏‎ ‎‏ الـکلمات  الـمشتملـة علیٰ حروف سبعـة، ومنها  الـقاف و الـراء، ولذلک یُقرأ‏‎ ‎‏ الـصراط سراطاً، والبسطـة بصطـة، فلاتختلط.‏

‏وقال أبو بکر  الـنقّاش : صاعقـة وصعقـة وصاقعـة بمعنیٰ واحد، وقال‏‎ ‎‏أبو عمرو  الـنحّاس: وهی لغـة تمیم، ونقل  الـقلب عن جمهور أهل  الـلغـة‏‎[3]‎‏،‏‎ ‎‏فلایکونان لغتین.‏

‏وقال فی  الـلُّغـة: صعقتهم  الـسماء صاعقـة ـ مصدر ک الـراعیـة ـ‏‎ ‎‏ضربتهم ب الـصاعقـة، و الـصاعقـة أصابتهم. وصعق  الـرعد صعقاً: اشتدّ صوتـه،‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 163
‏فهو صاعق، و الـرجل صَعْقاً غُشی علیـه وذهب عقلـه من صوت یسمعـه‏‎ ‎‏ک الـهدّة  الـشدیدة، وصَعِق  الـثور صُعاقاً: خار خَواراً شدیداً‏‎[4]‎‏. انتهیٰ.‏

والذی یظهر لی:‏ أنّ  الـصاعقـة  الـمصدریـة، وفِعل «صَعِق» متّخذ عن‏‎ ‎‏ الـصاعقـة الاسمیـة، ومعناها  الـصوت  الـشدید  الـمقرون ب الـبرق، أو‏‎ ‎‏الأحجار  الـناریـة و الـموادّ  الـمتحجّرة  الـناریـة أحیاناً، وأمّا  الـمعانی الاُخر‏‎ ‎‏فکلّها لمناسبات مع هذا  الـمعنیٰ، مثلاً تفسیر  الـصاعقـة ب الـموت وتوهُّم أنّ‏‎ ‎‏قولـه تع الـیٰ: ‏‏«‏فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّمٰوَاتِ وَمَنْ فِی الْأَرْضِ‏»‏‎[5]‎‏ معناه فمات،‏‎ ‎‏غیر صحیح، بل  الـصعق أیضاً بمعناه، إلاّ أنّـه کنایـة أحیاناً عن  الـموت‏‎ ‎‏ الـملزوم و الـمعلول لـه، وغیر خفیّ: أنّ هذا ممّا لایختصّ ب الـسماء‏‎ ‎‏و الـسحاب، کما لایخفیٰ.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 164

  • )) راجع أقرب الموارد 1 : 648 .
  • )) البحر المحیط 1 : 84 .
  • )) راجع البحر المحیط 1 : 84 .
  • )) راجع أقرب الموارد 1 : 648 .
  • )) الزمر 39 : 68 .