الإعراب والنحو
«یَکَادُ البَرْقُ»: جملـة بیانیـة بشهادة الألف و الـلام، فإنّـه إشارة إلـیٰ «بَرْقٌ»فی الآیـة الـسابقـة، وکأنّـه توضیح لما أصابهم فی أبصارهم من الـبرق، بعـدما مضیٰ فی الآیـة الـسابقـة توضیـح ما أصابهم من ناحیـة الـسمع، فإنّهم حذراً من الـموت یجعلون أصابعهم فی آذانهم، ولأجل الـمحافظـة علیٰ سمعهم وحیاتهم کانوا یصنعون ما صنعوا، وأمّا أبصارهم فهی فی معرکـة الـهلاک.
وقیل: مستأنفـة لا محل لها من الإعراب، وفی حکم جواب قائل قال: کیف ح الـهم مع ذلک الـبرق؟ فاُجیب: «یَکَادُ الْبَرْقُ یَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ».
«کُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ» هذه الـجملـة أیضاً بیان لما کانوا یصنعون، بعد کونهم فی معرض الإصابـة من ناحیـة أبصارهم.
و الـمعروف عنهم أنّ «کلّما» منصوب علیٰ الـظرفیـة، وناصبها الـفعل الـمتأخّر، وقد عرفت أنّها کلمـة وحدانیـة کحرف الـشرط ولو کانت مرکّبـة،
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 231
ولکنّها منسلخـة عن معنیٰ الـترکیب. وقیل: «ما» مصدریـة، وقیل: وقتیـة؛ أی کلّ وقت، ولابأس بکونها مصدریـة وقتیـة تدلّ بمجموعها علیٰ الـتکرار.
وفیـه تأمّل کما سیظهر.
«مَشَوْا فِیهِ» جواب الـشرط، ولا حاجـة فی مثلـه إلـیٰ الـفاء.
ویمکن أن یقال: إنّ حرف الـعطف بین جملـة «یَکَادُ الْبَرْقُ» وجملـة«کُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ» محذوف.
وقیل: الـجملـة استئناف ث الـث، وهو غیر جیّد؛ لأنّ الـجمل الـمستأنفـة هی الـغیر الـمرتبطـة بحسب الـمعنیٰ مع الـسوابق، وإلاّ فلا منع من کون جمیع الـجمل مستأنفـة؛ لإمکان کون الـواو استئنافیاً.
«وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَیْهِمْ قَامُوا» من الـح الـیـة الـمترادفـة أو الـمتداخلـة، فیکون الـسابقـة أیضاً ح الـیـة محذوفـة الـواو الـح الـیـة. وقیل: جواب سؤال ث الـث واستئناف آخر.
«وَلَوْ شَاءَ اللّٰهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ» عطف إمّا علیٰ الـمجموع الـمحصّل من الـمعانی الـحاصلـة من الـجمل الـسابقـة، أو علیٰ الـجملـة الأخیرة، ویحتمل الـح الـیـة والاستئنافیـة بناء علیٰ جواز کون الـواو استئنافیّاً، ومن الـغریب اتّفاقهم علیٰ قراءة «أَبْصَارِهِمْ» ب الـکسر علیٰ الـعطف علیٰ الـلفظ دون الـمحلّ، مع جواز الـعطف علیٰ الـمحلّ، کما فی آیـة
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 232
الـوضوء، وأمّا إعادة الـجارّ فهی جائزة، لا واجبـة ب الـضرورة.
وأمّا مفعول شاء فمحذوف، وهو علیٰ ما ذکروه من سِنْخ الـجزاء؛ أی ولو شاء اللّٰه إذهاب سمعهم لذهب بـه. وفیـه برودة.
والأولیٰ أن یقال: ولو شاء اللّٰه إهلاکهم ـ أو ما یُشبـه ذلک ـ لذهب بسمعهم وأبصارهم، أو یقال: ولو شاء اللّٰه خسرانهم الاجتماعی...
«إِنَّ اللّٰهَ عَلَیٰ کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ» فی محلّ الـتعلیل للجملـة الـشرطیّـة، أو للجمل الـتمثیلیـة، أو للمجموع.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 233