المسألة الثالثة
حـول استحقاق العقاب والثواب
من الـمسائل الـخلافیـة الـمحرّرة فی الـکتب الـعقلیّـة اُسُسُها، وفی الـکتب الاُصولیّـة أیضاً طائفـة من بحثها: هو أنّ الـعقاب و الـعذاب و الـجحیم
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 314
و الـعتاب یکون بالاستحقاق؛ سواء کان بنحو الـجع الـة أو الـتبعیـة، ولکن الـثواب والأجر و الـجنّـة و الـجزاء هل هو بالاستحقاق، فیکون الـعبد ذا حقّ علیٰ ربّـه، أم هو بالإفضال والإنعام؟ وتفصیل الـمسألـة یأتی فی مناسبـة أوضح وذیل بعض الآیات الاُخر إن شاء اللّٰه تع الـیٰ.
وإجماله: أنّ هذه الآیـة ربّما تدلّ علیٰ أنّ الاستحقاق بلا أساس؛ لأنّ الأمر ب الـعبادة یکون معلّلاً: بأنّ الـربّ یستحقّ الـعبودیّـة؛ لأنّـه الـذی خلقکم وخلق من کان قبلکم، وما یأتی بعد ذلک فلا یستحقّون شیئاً، بل الـلاّزم و الـواجب علیهم عقلاً أو شرعاً، هی عبادتـه لأجل هذه الـجهـة وتلک الـنعمـة و الـعطیّـة.
وأنت خبیر بما فیه، فإنّ الـترغیب بعبادة اللّٰه تع الـیٰ، وتوجیـه الـملّـة الإسلامیّـة وغیر الإسلامیّـة إلـیٰ الـطریقـة الـصحیحـة فی عبادتهم؛ بترک عبادة غیره تع الـیٰ من الأوثان الـمنصوبـة علیٰ أکتاف الـکعبـة أو الأوثان والأصنام الإنسانیـة ب الـتوجّـه إلـیٰ الـدنیا وشؤونها فی الـعبادة بل وشؤون الآخرة فی باطن ذواتهم وحقیقـة ح الـهم، کما مضیٰ تفصیلـه فیما سلف ذیل سورة الـفاتحـة بعونـه تع الـیٰ وهدایتـه، فإنّ الـترغیب من الاُمور الـعقلائیّـة، الـرائجـة بین الـمو الـی الـعرفیـة و الـعبید؛ من غیر تنافٍ بین ذلک وبین کونها بالاستحقاق إذا اقتضیٰ الـدلیل الآخر ذلک، فهذه الآیـة لا تدلّ علیٰ أنّ علّـة وجوب الـعبادة هو الـتقیـید الـمذکور فی الآیـة؛ لأنّ الـتقیـید و الـتوصیف یمکن أن یکون بلحاظ أمر آخر اُشیر إلـیـه، فلا تخلط.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 315