سورة البقرة

الوجه الرابع : حـول المواهب الکلیة والعبادة للّٰه تعالیٰ

الوجه الرابع

‏ ‏

حـول المواهب الکلیة والعبادة للّٰه تعالیٰ

‏ ‏

من  الـمشاکل  الـمتبادرة:‏ أنّ الأرض مفروشـة لاُمور اُخر ولسائر‏‎ ‎‏ الـحیوانات، فلا یکون فرشها للخلق والإنسان موجباً لإیجاب  الـعبادة ولزوم‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 361
‏ الـخضوع و الـخشوع للّٰه تع الـیٰ، بل الأدلّـة الاُخر أیضاً غیر کافیـة؛ لأنّـه‏‎ ‎‏تع الـیٰ خلق سائر الأشیاء وعللها  الـسابقـة، وجعل  الـسماء بناء للکلّ، وأنزل‏‎ ‎‏من  الـسماء ماء للکلّ، والأرزاق و الـثمرات مقسومـة علیٰ  الـکلّ.‏

‏غیر خفیّ: أنّ هذه  الـتوجیهات لیست فی مقام إفادة أنّ هذه  الـمفاعیل‏‎ ‎‏والآثار، مخصوصـة بالإنسان بحسب  الـخلقـة والاستفادة، بل کلّ هذه الآیات‏‎ ‎‏تجری مجریٰ  الـتنبیـه إلـیٰ أنّ  الـعاقل و الـمتفکّر، لابدّ وأن تکون عبادتـه للّٰه‏‎ ‎‏ الـذی صنع کذا وکذا، وحیث إنّ الإنسان من جملـة  الـمرتزقین من هذه‏‎ ‎‏ الـمواهب  الـجزئیّـة و الـکلّیّـة ویتوقّع منـه  الـشکر و الـحمد؛ لکونـه أهل‏‎ ‎‏ الـتدبیر و الـتفکیر، خُصّ ب الـذکر من غیر أن یلزم  الـمناقشات  الـمزبورة.‏

وإن شئت قلت:‏ هذه  الـتنبیهات لانتقال الإنسان إلـیٰ قوّتـه  الـدرّاکـة‏‎ ‎‏ العاقلة، وإلـیٰ أنّ  العقل یُدرک لزوم عبادة من هو یصنع کذا وصنع کذا، ولایجوز‏‎ ‎‏أن یقابَل إلٰـه  الـعالَم: بأنّ هذه الاُمور لا تختصّ بی حتّیٰ أقوم بواجبک، فإنّـه إن‏‎ ‎‏أدرک حقیقـة الاُمور، وأدرک أنّ لـه اختصاصاً، وهو  الـعقل بمعنیً خاصّ،‏‎ ‎‏یتوجّـه إلـیٰ لزوم  الـقیام ب الـتکلیف و الـوظیفـة فی محراب  الـعبادة وغیره.‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 4)صفحه 362