الفصل السادس فی مقدّمة الواجب

المسلک الثالث : ما تقدّم منّا تصویره

المسلک الثالث : ما تقدّم منّا تصویره

‏ ‏

‏وهو أنّ الوجوب فعلیّ لکن شرط التکلیف الفعلیّ متأخّر؛ وهو الوقت، فإذا‏‎ ‎‏کان الشرط معلوم التحقّق فلابدّ من المحافظة ، وإذا کان مشکوک التحقّق فلایجب.‏‎ ‎‏وهذا هو معنی الشرط المتأخّر فی التکلیف الذی قد فرغنا من تصویره‏‎[1]‎‏، ولازمه‏‎ ‎‏إیجاب تحصیل الشرط المتأخّر ولو کان للتکلیف؛ قضاء لحقّ فعلیّة الحکم قبل‏‎ ‎‏تحقّقه، وهذا ممّا لایمکن الالتزام به فی الواجبات المشروطة علی الإطلاق، ولا فی‏‎ ‎‏خصوص المقام؛ لأنّه لایفی بتمام المطلوب.‏

‏وأمّا ما أفاده سیّدنا الاُستاذ البروجردیّ ‏‏قدس سره‏‏: من تصویره للشرط المتأخّر؛‏‎ ‎‏بأنّ من شرائط التکلیف هی القدرة فی ظرف الامتثال، فالشرط متأخّر‏‎[2]‎‏.‏

ففیه :‏ أنّ شرط التکلیف هو العلم بالقدرة فی ظرف الامتثال؛ لأنّ التکلیف‏‎ ‎‏ـ وهو الإیجاب ـ متقوّم بذلک، لا بالقدرة الواقعیّة، فلاینبغی الخلط بین التکلیف‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 77
‏المصدریّ، والتکلیف الحاصل المصدریّ.‏

فبالجملة :‏ فعلیّة التکلیف قبل الوقت، تستلزم وجوب تحصیل الوقت إن‏‎ ‎‏أمکن فی هذه الأزمنة.‏

‏وأمّا توهّم اختصاص ذلک بالشرط المتأخّر غیر المقدور کالوقت، فهو‏‎ ‎‏سخیف؛ لأنّ المقدّمات المفوّتة واجبة حتّیٰ فی مثل الحجّ المشروط بالاستطاعة‏‎ ‎‏الاختیاریّة، فلاتخلط.‏

ولایخفیٰ :‏ أنّ هذا المسلک موجود فی تقریرات العلاّمة النائینی ‏‏رحمه الله‏‏ أیضاً‏‎[3]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 78

  • )) لاحظ ما تقدّم فی الصفحة 30 وما بعدها .
  • )) نهایة الاُصول : 180 .
  • )) أجود التقریرات 1 : 148 .