المسلک الخامس : ما سلکه الأردبیلیّ قدس سره
وتبعه تلمیذاه صاحبا «المدارک» و«المعالم» واحتمله السیّد الاُستاذ البروجردیّ رحمه الله ولم یردّه: وهو أنّ هذه المقدّمات المفوّتة واجبة بالدلیل الآخر، لا بالملازمة بین المقدّمة وذی المقدّمة، وتلک تصیر واجبة للغیر، لا واجبة بالغیر، ویسمّیٰ بـ «الوجوب النفسیّ التهیّئی».
أقول: جمیع الواجبات النفسیّة موصوفة بمثله؛ لأنّه للغیر فیالکلّ، ضرورة أنّ المطلوب الأعلیٰ فیها الوصول إلیٰ فناء الربّ، والتحلّی بجلباب الربوبیّة، والتخلّق بأسمائه وصفاته، وفی المعاملات والسیاسات هو النظام الأتمّ المدنیّ والدولیّ، ولایعتبر فی الواجبات النفسیّة کون المصلحة القصویٰ فی موردها ومصبّها.
هذا مع أنّ المشهور کما عرفت حسب إطلاق کلامهم، التزموا بالوجوب الغیریّ للمقدّمات المفوّتة وغیرها، ولاتنحلّ بذلک تلک المعضلة أیضاً.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 82