الفصل السادس فی مقدّمة الواجب

التقسیم الثالث فی النفسی والغیری

التقسیم الثالث فی النفسی والغیری

‏ ‏

تارة :‏ ینسب إلی الشهرة أنّهم عرّفوا: «بأنّ الواجب النفسیّ : ماوجب لا‏‎ ‎‏لواجب آخر، والواجب الغیریّ: ما وجب لواجب آخر»‏‎[1]‎‏.‏

واُخریٰ :‏ ینسب إلیهم «بأنّ الواجب النفسیّ: ما وجب لا للتوصّل به إلیٰ‏‎ ‎‏واجب آخر، والغیریّ: ما وجب للتوصّل به إلیٰ واجب آخر»‏‎[2]‎‏.‏

وثالثة :‏ «أنّ الواجب النفسیّ: ما تعلّق به الوجوب لذاته؛ وبما هو هو،‏‎ ‎‏والواجب الغیریّ: ما تعلّق به البعث لا لذاته، بل للتوصّل به إلیٰ آخر»‏‎[3]‎‏.‏

ورابعة :‏ علی المحکیّ عن تقریرات جدّی العلاّمة ‏‏قدس سره‏‏ «بأنّ القوم عرّفوهما‏‎ ‎‏بأنّ النفسیّ: ما اُمر به لنفسه، والغیریّ: ما اُمر به لغیره»‏‎[4]‎‏.‏

‏وحیث اعتقد «الکفایة» قصور الأخیر بعدم العکس فی الأوّل؛ لعدم شموله‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 129
‏إلاّ للمعرفة من الواجبات النفسیّة، وبعدم الطرد فی الثانی؛ لأنّ الواجبات النفسیّة‏‎ ‎‏غیر المعرفة تصیر غیریّة، لأجل ترتّب المصالح الاُخر علیها، فتجاوز عن هذا، وقال‏‎ ‎‏بما فی «التقریرات»‏‎[5]‎‏: «وهو أنّ طلب شیء وإیجابه لایکاد یکون بلا داعٍ، فإن کان‏‎ ‎‏الداعی فیه هو التوصّل به إلیٰ واجب لایکاد التوصّل بدونه إلیه ـ لتوقّفه علیه ـ‏‎ ‎‏فالواجب غیریّ، وإلاّ فالواجب نفسیّ، سواء کان الداعی محبوبیّته الذاتیّة، کالمعرفة‏‎ ‎‏بالله ، أو محبوبیّته بماله من فائدة مترتّبة علیه، کأکثر الواجبات»‏‎[6]‎‏.‏

‏وحیث إنّ تفسیره للواجب النفسیّ مورد الإشکال؛ لأجل أنّ الإرادة الباعثة‏‎ ‎‏نحو الصلاة والصوم، معلولة لإرادة اُخریٰ سابقة علیها؛ وهی إرادة تحقّق تلک‏‎ ‎‏المصالح الکامنة تحت تلک الطبائع، فلاتکون هی إلاّ غیریّة، ولأنّ المحبوبیّة بمالها‏‎ ‎‏من الفائدة تستلزم کون الغیریّة نفسیّة أیضاً، عدل عنه الآخرون، حتّیٰ وصلت النوبة‏‎ ‎‏إلی السیّد المحقّق الاُستاذ البروجردیّ ‏‏قدس سره‏‏.‏

‏فقال: «إنّ الواجب النفسیّ: عبارة عمّا توجّه إلیه نظر المولیٰ، ولاحظه‏‎ ‎‏بحدوده وأطرافه، ثمّ بعث العبد نحوه ببعث مستقلّ.‏

‏والواجب الغیریّ: عبارة عمّا لم یتوجّه إلیه بما هو هو بعث مستقلّ، بل البعث‏‎ ‎‏المتوجّه إلیه ظلّی؛ بناءً علی الوجوب الغیریّ»‏‎[7]‎‏.‏

‏وقال الوالد المحقّق ـ مدّظلّه : «إنّ البعث إذا تعلّق بشیء لأجل التوصّل إلیٰ‏‎ ‎‏مبعوث إلیه فوقه، فهو غیریّ، وإن تعلّق بشیء من غیر أن یکون فوقه مبعوث إلیه،‏‎ ‎‏فهو نفسیّ»‏‎[8]‎‏.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 130

  • )) أجود التقریرات 1 : 166 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1 : 219 .
  • )) نهایة الاُصول : 180 .
  • )) مطارح الأنظار : 66 / السطر 20 .
  • )) مطارح الأنظار : 66 / السطر 26 .
  • )) کفایة الاُصول : 135 .
  • )) نهایة الاُصول : 183 .
  • )) مناهج الوصول 1 : 371، تهذیب الاُصول 1 : 242 .