الفصل السادس فی مقدّمة الواجب

الجهة الثانیة : فی أنّ الثواب بالاستحقاق أو التفضّل أو ...

الجهة الثانیة : فی أنّ الثواب بالاستحقاق أو التفضّل أو ...

‏ ‏

‏ذهب جمع من المتشرّعة إلیٰ أنّ الجمع بین العقاب بالمعنی المزبور، والعقاب‏‎ ‎‏بالمعنی الذی اختاره المتشرّعة ـ وهو أنّه جعلیّ ـ وهکذا الثواب، بمکان من‏‎ ‎‏الإمکان. وهذا هو الرأی الجامع بین الأدلّة العقلیّة والنقلیّة، ولا برهان تامّ علی‏‎ ‎‏امتناع کون العقاب والثواب علیٰ طریق الجعالة، کما فی الثواب والعقاب المتعارفین‏‎ ‎‏بین العباد والموالی العرفیّین.‏

‏فعلیٰ هذا، تصویر الوجوب المولویّ ممکن، ویکون الواجبات دائرة بین‏‎ ‎‏کونها إرشادیّة ومولویّة، والمولویّة بین کونها نفسیّة وغیریّة، ویکون البحث هنا‏‎ ‎‏حول أنّ الأوامر المولویّة الغیریّة، تکون ذات ثواب، بعد الاتفاق علیٰ أنّها لیست‏‎ ‎‏ذات عقاب، حتّیٰ علیٰ فرض کونها من الأسباب والمسبّبات التولیدیّة علیٰ وجه‏‎ ‎‏عرفت منّا، خلافاً لما توهّمه العلاّمة النائینیّ ‏‏رحمه الله‏‏: من الالتزام بذلک فی التولیدیّات؛‏‎ ‎‏توهّماً أنّ السبب والمسبّب إذا کانا موجودین بالوجود الواحد، ومختلفین بالعنوان‏‎ ‎‏والجهة، یکون کلّ واحد منهما مأموراً به بالأمر النفسیّ‏‎[1]‎‏. وقد عرفت فساده‏‎[2]‎‏.‏

‏مع أنّ ذلک لایستلزم الثواب علی الغیریّ والعقاب علیه، بل هو یرجع إلیٰ أنّ‏‎ ‎‏الأمر بالمسبّب نفسیّاً، یتجاوز إلی السبب، فلایکون تخلف عن الأصل المعروف؛‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 158
‏وهو أنّ الغیریّ لایعاقب علیه قطعاً.‏

فتحصّل :‏ أنّ العقاب منتفٍ، وإنّما البحث فی الثواب علیه، وکأنّهم فارغون من‏‎ ‎‏أصل مولویّة الأمر فی الوجوب الغیریّ، فوقع البحث عندهم حول أنّ هذا الأمر‏‎ ‎‏المولویّ الغیریّ، یستتبع استحقاق الثواب، أم لا؟‏

أقول :‏ هنا بحثان :‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 159

  • )) أجود التقریرات 1 : 219 ـ 220 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 16 ـ 17 .