الفصل السادس فی مقدّمة الواجب

وجه آخر لمختار الشیخ الأعظم قدس سره

وجه آخر لمختار الشیخ الأعظم قدس سره

‏ ‏

‏وممّا یعدّ وجهاً لما أفاده ‏‏قدس سره‏‏: هو أنّ قضیّة حکم العقل فی باب المقدّمة؛ أنّ‏‎ ‎‏الواجب لیس ذاتها، بل الواجب هو التوصّل، لا الشیء لأجل التوصّل؛ لأنّ الحیثیّات‏‎ ‎‏العقلیّة فی الأحکام العقلیّة، ترجع إلی الحیثیّات التقییدیّة، فالغضب لأجل الظلم‏‎ ‎‏لایکون قبیحاً، بل الظلم قبیح، وینطبق علی الغضب، وإلاّ یلزم انتزاع العنوان الواحد‏‎ ‎‏من الکثیر بما هو الکثیر‏‎[1]‎‏، کما لایخفیٰ.‏

وأنت خبیر :‏ بأنّ هذا الدلیل، لایورث کون الواجب فی المقدّمة قصد التوصّل؛‏‎ ‎‏لأنّه لیس موقوفاً علیه، فهو لو تمّ برهاناً یفید: أنّ الواجب ومعروض الوجوب، هو‏‎ ‎‏الموصل بعنوانه، لا الذات الخارجیّة لأجل الإیصال، وهذا أجنبیّ عن مقالة تنسب‏‎ ‎‏إلی الشیخ، وسیظهر تحقیقه عند بیان مسلک «الفصول»‏‎[2]‎‏ فی المسألة.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 192

  • )) نهایة الدرایة 2 : 133 .
  • )) یأتی فی الصفحة 203 ـ 204 .