وجه آخر لمختار الشیخ الأعظم قدس سره
وممّا یعدّ وجهاً لما أفاده قدس سره: هو أنّ قضیّة حکم العقل فی باب المقدّمة؛ أنّ الواجب لیس ذاتها، بل الواجب هو التوصّل، لا الشیء لأجل التوصّل؛ لأنّ الحیثیّات العقلیّة فی الأحکام العقلیّة، ترجع إلی الحیثیّات التقییدیّة، فالغضب لأجل الظلم لایکون قبیحاً، بل الظلم قبیح، وینطبق علی الغضب، وإلاّ یلزم انتزاع العنوان الواحد من الکثیر بما هو الکثیر، کما لایخفیٰ.
وأنت خبیر : بأنّ هذا الدلیل، لایورث کون الواجب فی المقدّمة قصد التوصّل؛ لأنّه لیس موقوفاً علیه، فهو لو تمّ برهاناً یفید: أنّ الواجب ومعروض الوجوب، هو الموصل بعنوانه، لا الذات الخارجیّة لأجل الإیصال، وهذا أجنبیّ عن مقالة تنسب إلی الشیخ، وسیظهر تحقیقه عند بیان مسلک «الفصول» فی المسألة.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 192