الفصل السادس فی مقدّمة الواجب

تذنیب : حول التفصیل فی وجوب المقدّمة بین السبب وغیره من المقدّمات

تذنیب : حول التفصیل فی وجوب المقدّمة بین السبب وغیره من المقدّمات

‏ ‏

‏قد اُشیر آنفاً‏‎[1]‎‏ إلیٰ أنّ من الطائفة من فصّل بین السبب وغیر السبب‏‎[2]‎‏.‏‎ ‎‏والمراد من «السبب» هو العلّة التی تکون هی مورد القدرة، دون المسبّب، ویتّحدان‏‎ ‎‏فی الوجود، ویختلفان فی اللحاظ والعنوان، ویعبّر عنه بـ «الأسباب التولیدیّة».‏

‏ولو کان المراد مطلق السبب والمسبّب، للزم دعویٰ: أنّ نوع الواجبات‏‎ ‎‏الشرعیّة من قبیل الأسباب والمسبّبات؛ لأنّ ماهو مورد القدرة ـ حتّیٰ فی مثل‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 280
‏الصلاة ـ بالذات هی الإرادة والحرکة، وأمّا وجود الصلاة بعنوانها الذاتیّ، فلا یتعلّق‏‎ ‎‏بها الإرادة، کما تحرّر فی الکتب العقلیّة بالنسبة إلی المرکّبات التألیفیّة، والاعتباریّة‏‎ ‎‏مثلها فی هذه الجهة، فإنّ الهیئة العرضیّة تعرض الخارج من غیر تعلّق الإرادة بها‏‎ ‎‏بالذات، والصورة الصلاتیّة مثلها، کما هو الواضح.‏

‏ونظر المفصّل إلیٰ أنّ معروض الوجوب النفسیّ، هو المطلوب النفسیّ، لا‏‎ ‎‏المطلوب الغیریّ وهو السبب، حتّیٰ یتوجّه إلیه ما أورد علیه المتأخّرون، فإنّه یفصّل‏‎ ‎‏فی وجوب المقدّمة، وما نسب إلیهم لیس تفصیلاً فی هذه المسألة.‏

‏فعلیٰ هذا، اُرید أمر آخر: وهو أنّ صحّة العقوبة علی المسبّب، غیر ممکنة‏‎ ‎‏بمجرّد تعلّق الأمر النفسیّ به، واختیاریّة السبب وإن کانت کافیةً لجعل المسبّب‏‎ ‎‏واجباً، ولکنّها لاتکفی لتوجیه العقاب نحوه فلابدّ من الأمر المصحّح لاستحقاق‏‎ ‎‏العقوبة؛ وهو الأمر الغیریّ، فإنّه وإن لم یکن ذا عقاب ولا ذا ثواب، ولکنّه مصحّح‏‎ ‎‏العقوبة علی المسبّب، وإتیان المسبّب مصحّح الثواب، لا السبب.‏

‏وأنت خبیر بما فیه أساساً. مع أنّ إثبات الإرادة الغیریّة، لایمکن إلاّ بما سبق.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 281

  • )) تقدّم فی الصفحة 268 .
  • )) معالم الدین : 57 .