الفصل السابع فی مسألة الضدّ

الشبهة الثالثة

الشبهة الثالثة :

‏ ‏

‏أنّ الأمر بترک الصلاة حال الحیض‏‎[1]‎‏، وترکِ البیع وقت النداء‏‎[2]‎‏، لابدّ وأن‏‎ ‎‏یرجع إلی النهی عن الصلاة والبیع؛ لما لایعقل کون الترک مورد الأمر واقعاً؛ لأنّه‏‎ ‎‏لیس إلاّ أمراً عدمیّاً لا واقعیّة له حتّیٰ یکون ذا مصلحة، ولذلک لابدّ من العدول عمّا‏‎ ‎‏اشتهر: «من أنّ تروک الحجّ واجبة»‏‎[3]‎‏ إلیٰ محرّمیة الاُمور المزبورة فی الحجّ‏‎[4]‎‏.‏

‏ولقد مرَّ الجواب عن هذه الشبهة مراراً‏‎[5]‎‏؛ وأنّه ما کان ینبغی الخلط بین‏‎ ‎‏التکوین والتشریع، ولا بین کون المعتبر أن لاتکون الأوامر والنواهی جزافاً، وذات‏‎ ‎‏مصالح تکوینیّة، أو أعمّ منها ومن المصالح السیاسیّة والاجتماعیّة، وبین کون‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 336
‏المعتبر اشتمال متعلّق کلّ حکم علیٰ مصلحة تکوینیّة وخارجیّة؛ فإنّ الأوّل یکفی،‏‎ ‎‏ولا حاجة إلی الثانی.‏

‏بل کثیر من الأحکام الکلّیة الإلهیّة، لیست مصالحها إلاّ اجتماعیّة وسیاسیّة،‏‎ ‎‏من غیر کون فرد منها خاصّاً مشتملاً علیٰ مصلحة، بل ربّما یکون مشتملاً علی‏‎ ‎‏المفسدة، ولکن للأغراض العامّة یتوجّه إلیه النهی، فلا تخلط جدّاً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 337

  • )) تقدّم فی الصفحة 333 .
  • )) الجمعة (62) : 9 .
  • )) النهایة : 216، السرائر 1 : 542، مجمع الفائدة والبرهان 3 : 46 .
  • )) مناهج الوصول 2 : 18 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 308 و 313 ـ 314 و 332 .