الفصل السابع فی مسألة الضدّ

المسلک الثالث لمن توهّم جریان الثمرة المزبورة فی المعاملات

المسلک الثالث لمن توهّم جریان الثمرة المزبورة فی المعاملات

‏ ‏

‏فیقول: إنّ العبادة لو بطلت بمجرّد سقوط الأمر، ولکنّ المعاملة لیست‏‎ ‎‏مثلها‏‎[1]‎‏، فإطلاق کلامه ‏‏قدس سره‏‎[2]‎‏ مخدوش؛ لتأتّی الثمرة فیها، فلو اشتغل بالبیع یکون‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 342
‏البیع مورد النهی، فإن قلنا: بأنّ النهی عن المعاملة یدلّ علی الفساد فهو، أو قلنا: هو‏‎ ‎‏یدلّ علی الصحّة فهو أیضاً ثمرة، ولا یعتبر فی الثمرة أزید من هذا.‏

فبالجملة :‏ لوجود النهی تندرج المسألة فی صغری البحث الآتی؛ وهو النهی‏‎ ‎‏عن المعاملات‏‎[3]‎‏.‏

ولنا أن نقول :‏ بأنّ المعاملة وإن لم تکن مثل العبادة فی کیفیّة تعلّق الأمر،‏‎ ‎‏ولکنّ الأمر بالإزالة إن أفضیٰ إلیٰ صرف القدرة فی جانبها، یکون المکلّف فی حکم‏‎ ‎‏العاجز بالنسبة إلی المعاملة، ومعاملة العاجز باطلة؛ لأنّ الممتنع الشرعیّ کالممتنع‏‎ ‎‏العقلیّ، فتأمّل.‏

‏اللهمّ إلاّ أن یقال: بأنّ هذا غیر صحیح؛ لأنّ المعاملات لاتحتاج إلی الرضا‏‎ ‎‏القلبیّ والطیب، حتّیٰ لایمکن الجمع بین طیب الفعل المتعلّق بفعل الإزالة المستتبع‏‎ ‎‏للإرادة، وبین صحّة المعاملة؛ لأنّ الشرع لا یأمر بشیء فی المعاملات، بل یعتبرها‏‎ ‎‏نافذة. ولذلک قیل: «إنّ النهی دلیل الصحّة»‏‎[4]‎‏ فیعلم منه إمکان اجتماع المبغوضیّة‏‎ ‎‏والصحّة الموقوفة علی الإمضاء.‏

‏ولکنّه عندی محلّ المناقشة جدّاً، والمسألة تحتاج إلیٰ مزید تأمّل،‏‎ ‎‏والأصحاب غیر متعرّضین لحدودها وإن تعرّضنا لها فی المکاسب المحرّمة‏‎[5]‎‎ ‎‏وبعض المباحث الاُخر‏‎[6]‎‏، فلیتدبّر.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 343

  • )) قوانین الاُصول 1 : 116 / السطر 2، مناهج الأحکام والاُصول: 65 / السطر 1 .
  • )) زبدة الاُصول : 99 .
  • )) یأتی فی الجزء الرابع : 362 .
  • )) کما عن أبی حنیفة ، لاحظ المحصول فی علم اُصول الفقه 1 : 350 ، مطارح الأنظار : 166 / السطر 15 .
  • )) المکاسب المحرّمة، من تحریرات فی الفقه للمؤلّف الشهید قدس سره (مفقودة).
  • )) یأتی فی الجزء الرابع : 378 ـ 384 .