الفصل السابع فی مسألة الضدّ

التنبیه الثانی : فی أقسام المتزاحمین وصورهما

التنبیه الثانی : فی أقسام المتزاحمین وصورهما

‏ ‏

‏لاشبهة فی کبریٰ مسألة التعارض والتزاحم؛ وأنّ الأدلّة المتعارضة هی التی‏‎ ‎‏تختلف وتتضادّ فی عالم الإنشاء والجعل، والأدلّة المتزاحمة هی المتخالفات فی‏‎ ‎‏مقام الامتثال والإطاعة، المتضادّات فی مرحلة الجمع والخارج.‏

‏فإذا کانت الأدلّة متکاذبة مدلولاً ، فلابدّ من علاجها بإحدی العلاجات‏‎ ‎‏المحرّرة فی محلّها. وإذا کانت الأدلّة متزاحمة ـ أی غیر قابلة للجمع فی مقام‏‎ ‎‏الامتثال والتطبیق، وإن کانت متّفقة وغیر متضادّة فی مقام الإنشاء والجعل ـ فلابدّ‏‎ ‎‏من الرجوع إلیٰ حکم العقل ودرکه فی باب التزاحم.‏

‏فعلیٰ هذا، لابدّ من النظر أوّلاً إلیٰ أقسام المتزاحمات؛ أی المتضادّات فی‏‎ ‎‏الجمع امتثالاً، وثانیاً إلیٰ ماهو العلاج، وحیث عرفت : أنّ من العلاجات إسقاط‏‎ ‎‏الأدلّة فی المتساویین ملاکاً، والالتزام بأحد الدلیلین فیما إذا بنی العبد علی امتثال‏‎ ‎‏أحدهما المعیّن‏‎[1]‎‏، وأیضاً عرفت: سقوط الأمر بالمهمّ فی المختلفین ملاکاً، وسقوط‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 357
‏الأهمّ إذا بنیٰ علیٰ إتیان المهمّ‏‎[2]‎‏، فلانحتاج إلی البحث عن العلاج، فیکون النظر‏‎ ‎‏مقصوراً علیٰ ما یتصوّر فیه التزاحم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 358

  • )) تقدّم فی الصفحة 345 ـ 346 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 349 ـ 350 .