الفصل السابع فی مسألة الضدّ

الصورة الثالثة

الصورة الثالثة :

‏ ‏

‏ما إذا کـان الواجبـان موسّـعین، وقـد أخرجهمـا الأصحـاب عن حریم‏‎ ‎‏البحث، وقالوا: إنّ هنا لا تعارض ولا تزاحم، حتّیٰ نحتاج إلی العلاج؛ أمّا الأوّل‏‎ ‎‏فواضح، وأمّا الثانی؛ فلأنّ العبد یتمکّن من الجمع بینهما فی سعة الوقت‏‎ ‎‏بالضرورة‏‎[1]‎‏.‏

‏ولنا هنا شبهة أشرنا إلیها فیما سبق: وهی أنّ قضیّة انحلال التکلیف بحسب‏‎ ‎‏أجزاء الزمان، هی المزاحمة ووقوع المکلّف فی محذور مسألة التزاحم، وهذا‏‎ ‎‏الانحلال ممّا لا مناص عنه عند القائلین بانحلال الخطابات حسب الأفراد‏‎ ‎‏والحالات‏‎[2]‎‏.‏

‏بل علیٰ من استشکل فی الصورة الآتیة: بأنّ الموسّع والمضیّق متزاحمان، أن‏‎ ‎‏یقول بالتزاحم هنا أیضاً؛ لأنّ العلاّمة النائینیّ ‏‏قدس سره‏‏ ـ بتوهّم أنّ التقیید إذا کان ممتنعاً،‏‎ ‎‏فالإطلاق ممتنع ـ قال: إنّ الفرد المزاحم للمضیّق، لایعقل أن یبقیٰ تحت إطلاق‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 359
‏دلیل الواجب الموسّع، فلابدّ من علاج باب التزاحم‏‎[3]‎‏ فإذا صحّ ما أفاده فهو یأتی‏‎ ‎‏فیما نحن فیه أیضاً، کما تریٰ وسیتّضح اتضاحاً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 3)صفحه 360

  • )) لاحظ قوانین الاُصول 1 : 113 / السطر 2، مناهج الأحکام والاُصول: 64 / السطر21، بحوث فی الاُصول، المحقّق الاصفهانی: 99 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 340 ـ 342 .
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1 : 322 و373 و4: 709 .