الفصل الثامن التعرّض لبعض أنحاء الوجوب

النحو الرابع فی الموسّع والمضیّق

النحو الرابع فی الموسّع والمضیّق

‏ ‏

اعلم:‏ أنّ هذه التقاسیم ترد علی الوجوب باعتبارات مختلفة:‏

فتارة:‏ ینقسم باعتبار إطلاق الهیئة واشتراطها.‏

واُخریٰ:‏ ینقسم باعتبار المتعلّق.‏

وثالثة:‏ ینقسم باعتبار فعلیّة الوجوب والواجب واستقبالیّـتـه ... وهکذا.‏

‏وهنا تقسیم آخر باعتبار الزمان، وکیفیّة مداخلته فی الحکم، ومدخلیّته فی‏‎ ‎‏الأغراض والمقاصد.‏

‏إذا تبیّن ذلک فاعلم: أنّ جمیع الواجبات لما أنّها تقع فی اُفق الزمان وعمود‏‎ ‎‏الدهر، تکون من الزمانیّات، کسائر الأشیاء، ولکن یختلف بعض منها عن بعض فی‏‎ ‎‏دخالة الزمان فی ملاکها، وعدم الدخالة، وعلی الأوّل یختلف فی کیفیّة الدخالة. فما‏‎ ‎‏لا مدخلیّة للزمان فی ملاکه، فهو خارج عن هذا التقسیم.‏

وإن شئت قلت:‏ التقسیم ذو أطراف ثلاثة، وبذلک یستوعب جمیع الواجبات‏‎ ‎‏الشرعیّة.‏

وبالجملة:‏ ما هو داخل فیه طائفة خاصّة؛ وهی بین ما یکون للزمان المطلق‏‎ ‎‏مدخلیّة فی ملاکه، وبین ما یکون للزمان الخاصّ.‏

وعلی الثانی فتارة:‏ یکون الزمان الدخیل أوسع من الواجب.‏

واُخریٰ:‏ لا یکون أوسع منه.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 54
وعلی الأوّل فتارة:‏ یکون أوسع بحیث یمکن التخییر عقلاً أو شرعاً بین‏‎ ‎‏أفراده، کما فی الصلوات الیومیّة.‏

واُخریٰ:‏ لا یکون کذلک، بل یکون أوسع منه؛ بحیث تکون التوسعة بحسب‏‎ ‎‏الابتداء والشروع، ولا یسع الوقت للفردین أو الأکثر.‏

وعلی الثانی:‏ إمّا یکون الواجب منطبقاً علیه، فیعدّ «مضیّقاً» اصطلاحاً،‏‎ ‎‏کصیام الواجب المعیّن.‏

‏أو یکون الواجب أوسع وجوداً من الوقت، ولا مثال له فی الشرع، کما‏‎ ‎‏لامثال للفرض الأوّل أیضاً.‏

‏ ‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 55