الفصل الثامن التعرّض لبعض أنحاء الوجوب

ثانیها : فی عدم توقّف إیجاب الموسّع علیٰ قدرة العبد

ثانیها : فی عدم توقّف إیجاب الموسّع علیٰ قدرة العبد

‏ ‏

‏هل یعتبر فی إیجاب الواجب الموسّع، قدرة العبد فی جمیع الآنات؟‏

‏أم لا تعتبر أصلاً القدرة؟‏

‏أم تکفی حال الامتثال، ویصحّ التکلیف فی جمیع الوقت ولو کان العبد‏‎ ‎‏عاجزاً إلاّ فی بعض منه؟‏

‏أم تکفی القدرة حال التکلیف وحال الامتثال، ولا یضرّ العجز المتوسّط بین‏‎ ‎‏الحالین؟‏

‏أم العجز المتقدّم علیٰ القدرة حال الامتثال لا یضرّ، والعجز المتأخّر یضرّ، فلو‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 60
‏کان المکلّف عاجزاً فی أوّل الوقت إلی الأثناء، وقادراً فی ساعة من الأثناء، ثمّ‏‎ ‎‏یصیر عاجزاً إلیٰ آخر الوقت، فیصحّ التکلیف إلیٰ حال القدرة علی الامتثال، وأمّا‏‎ ‎‏بعد العجز الثانی فلا یعقل التکلیف.‏

‏وجوه وأقوال:‏

‏فعن المشهور: اعتبار القدرة حال التکلیف وحال الامتثال. ونظرهم إلیٰ‏‎ ‎‏اعتبار استمرارها فی بقاء التکلیف، ویکون العجز المتخلّل مضرّاً به، وهو مختار‏‎ ‎‏بعض السادة من أساتیذنا ‏‏قدس سره‏‎[1]‎‏.‏

‏وعن بعض آخر: کفایة القدرة حال الامتثال‏‎[2]‎‏؛ لأنّ المکلِّف ـ بالکسر إذا‏‎ ‎‏کان یریٰ ذلک یتمکّن من ترشیح الإرادة، وتوجیه الخطاب بالنسبة إلیه، ولایعتبر‏‎ ‎‏أزید منه کما هو الظاهر.‏

‏والذی عرفت منّا تبعاً للوالد المحقّق ـ مدّظلّه‏‎[3]‎‏ـ : هو إمکان إسقاط شرطیّة‏‎ ‎‏القدرة مطلقاً‏‎[4]‎‏. وبعبارة اُخریٰ یفصّل بین الخطابات الشخصیّة، والقانونیّة:‏

ففی الاُولیٰ:‏ تکفی القدرة حال الامتثال لفعلیّة التکلیف قبله، ولکنّها تسقط‏‎ ‎‏عن الفعلیّة بعد العجز الثانی.‏

وفی الثانیة:‏ لا تعتبر القدرة؛ علیٰ الوجه المحرّر فی محلّه تفصیله بما لا‏‎ ‎‏مزید علیه‏‎[5]‎‏.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 61

  • )) لم نجزم بمراده قدس سره من «بعض السادة» ، ولم نعثر علیه فی مظانّها .
  • )) نهایة الأفکار 1 : 310 ، نهایة الاُصول : 176 ، محاضرات فی اُصول الفقه 4 : 188 .
  • )) مناهج الوصول 2: 26 .
  • )) تقدّم فی الجزء الثالث : 448 ـ 456 .
  • )) نفس المصدر .