الفصل الثامن التعرّض لبعض أنحاء الوجوب

تنبیه و إیقاظ : فی أنّ الأمر الجدید إرشاد إلیٰ بقاء الأمر الأوّل اعتباراً

تنبیه وإیقاظ : فی أنّ الأمر الجدید إرشاد إلیٰ بقاء الأمر الأوّل اعتباراً

‏ ‏

‏هل الأدلّة الناهضة علی القضاء فی مواردها‏‎[1]‎‏، تکون ظاهرة فی أنّ القضاء‏‎ ‎‏واجب مستأنف آخر، أم تفید الإرشاد إلیٰ بقاء المطلوبیّة للطبیعة خارج الوقت؟‏‎ ‎‏وجهان، وتفصیله فی الفقه.‏

وإجماله:‏ أنّ قضیّة تعدّد الواجب تعدّد العقاب، فیکون المکلّف مؤاخذاً علیٰ‏‎ ‎‏أمرین تأسیسیّین، وهو غیر موافق لفهم العرف، بل القضاء تدارک لأجل مصلحة‏‎ ‎‏الطبیعة، وتصیر النتیجة تفویت مصلحة الوقت، ویکون نظیر تفویت مصلحة المائیّة‏‎ ‎‏والإتیان بالترابیّة، فکان الأمر الجدید إرشاداً إلیٰ بقاء الأمر الأوّل اعتباراً.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ الأدلّة التی ذکروها للقضاء خارج الوقت من قوله: «من فاتته‏‎ ‎‏الفریضة أو الصلاة فلیقضها کما فاتته»‏‎[2]‎‏ فهو بلا أصل، ولا عهد به فی کتب الأخبار‏‎ ‎‏والأحادیث.‏

‏وأمّا قوله ‏‏علیه السلام‏‏: ‏«اقض ما فات کما فات»‎[3]‎‏ فهو لا یدلّ علیٰ وجوب القضاء،‏‎ ‎‏بل یدلّ علیٰ وجوب المماثلة بین المأتیّ به والمقضی، ولا یعقل دلالته علیٰ‏‎ ‎‏الأمرین: أصل وجوب القضاء، ووجوب المماثلة؛ حسب الأفهام العرفیّة، فلا تغفل.‏‎ ‎‏وعلیٰ هذا، لا دلیل علیٰ القضاء.‏

‏نعم، یستفاد من ذلک: أنّ الأمر الأوّل المتعلّق بالطبیعة المقیّدة، باقٍ علیٰ‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 66
‏الطبیعة المطلقة، ویکون هو الداعی ـ فی الاعتبار نحو الطبیعة خارج الوقت، فإن‏‎ ‎‏کان أمراً استحبابیّاً فیکون القضاء مستحبّاً، وإن کان واجبیّاً فهکذا.‏

وإن شئت قلت:‏ یستفاد من هذه الأوامر تعدّد المطلوب، وبقاء طلب المولیٰ‏‎ ‎‏بالنسبة إلیٰ الطبیعة المطلقة، ولولا ذلک لما کان یمکن استفادة ذلک بالأمر الأوّل.‏‎ ‎‏فهذا هو معنیٰ «أنّ القضاء بالأمر الجدید».‏

‏وعلیٰ هذا، لابدّ من قصد الأمر الأوّل، وامتثال ذلک الأمر خارج الوقت،‏‎ ‎‏ولذلک لیس القضاء من القیود النوعیّة، ولا یعتبر قصد القضائیّة أو الأدائیّة، علیٰ‏‎ ‎‏خلاف عمیق فی المسألة؛ حسب ما تحرّر منّا فی کتاب الصلاة‏‎[4]‎‏ والصوم‏‎[5]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 67

  • )) وسائل الشیعة 8 : 253 و268 کتاب الصلاة، أبواب قضاء الصلوات، الباب 1 و6 .
  • )) الخلاف 1: 672، المسألة 446، مختلف الشیعة 1: 28، عوالی اللّئالی 2: 54 / 143، و3: 107 / 150 ، مجمع الفائدة والبرهان 3: 204، مستمسک العروة الوثقی 7: 44 ـ 45 .
  • )) ورد بهذا المضمون فی الکافی 3: 435 / 7، وسائل الشیعة 8 : 268 کتاب الصلاة، أبواب قضاء الصلوات، الباب 6، الحدیث 1.
  • )) تحریرات فی الفقه، الواجبات فی الصلاة: 47 ومابعدها.
  • )) تحریرات فی الفقه، الصوم، الفصل الثامن، من الموقف الأوّل.