الفصل الثامن التعرّض لبعض أنحاء الوجوب

الجهة الثانیة : فی استصحاب الکلّی

الجهة الثانیة : فی استصحاب الکلّی

‏ ‏

‏بناءً علیٰ کون الواجب هی الصلاة المقیّدة بالوقت، فعند انتفاء الحکم‏‎ ‎‏الشخصیّ عنها، واحتمال حدوث الحکم الآخر علیها، یجری استصحاب الکلّی‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 71
‏والقسم الثانی من الأقسام الثلاثة.‏

‏ولکنّ هذا خلاف المقصود؛ لأنّ النظر إلیٰ إثبات وجوب الطبیعة المطلقة،‏‎ ‎‏وهذا لیس من أقسام الکلّی، ولأجل ذلک تصدّی العلاّمة المحشّی ‏‏قدس سره‏‏ لإثبات أنّ‏‎ ‎‏الطبیعة المقیّدة إذا کانت واجبة، فیستند الحکم إلیٰ الجزء منها ـ وهی المطلقة نوعَ‏‎ ‎‏استناد، وبزوال الشخص یحتمل حدوث الحکم الآخر علی الجزء منها؛ وهی أصل‏‎ ‎‏الطبیعة، وهو المطلوب.‏

وإن شئت قلت:‏ هو من استصحاب الکلّی للوجوب الضمنیّ، والثابت للطبیعة‏‎ ‎‏المطلقة حین ثبوت الوجوب الأصلیّ النفسیّ للطبیعة المقیّدة‏‎[1]‎‏.‏

أقول أوّلاً:‏ إنّ الوجوب الضمنیّ لا أساس له، کما نبّهنا علیه فی محلّه‏‎[2]‎‏.‏

وثانیاً:‏ إنّ الوجوب الکلّی الجامع عقلیّ، لا خارجیّ وشرعیّ، واستصحاب‏‎ ‎‏مثله محلّ المناقشة؛ لأنّه من قبیل استصحاب الأحکام الانتزاعیّة الذی أجروه فی‏‎ ‎‏الأقلّ والأکثر أیضاً‏‎[3]‎‏.‏

‏وبناءً علیٰ کون الواجب هی الصلاة من أوّل الزوال إلی الغروب، فهو ممّا‏‎ ‎‏لابأس به، إلاّ أنّ جریان استصحاب الکلّی محلّ المنع، ولاسیّما القسم الأوّل‏‎ ‎‏والثانی، والتفصیل یطلب من محالّه‏‎[4]‎‏.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 72

  • )) نهایة الدرایة 2: 284 .
  • )) تقدّم فی الجزء الثالث : 25 ـ 26 .
  • )) فرائد الاُصول: 275، فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینیّ) الکاظمی 4: 181 ـ 188.
  • )) یأتی فی الجزء الثامن : 454 ومابعدها.