المقصد الثالث فی النواهی

إعادة وإفادة

إعادة وإفادة:

‏ ‏

‏قضیّة ما سلف منّا فی کیفیّة استفادة الحکم الوضعیّ من النهی التحریمیّ‏‎[1]‎‏؛‏‎ ‎‏اختصاص البطلان والفساد بصورة یکون النهی فیها متعلّقاً بالحصّة من المعاملة،‏‎ ‎‏حتّیٰ یکون قابلاً للإرشاد إلیٰ بیان قید فی العمومات والمطلقات.‏

‏وأمّا إذا کان النهی متعلّقاً بالطبیعة النوعیّة کالقمار والظهار، فلایمکن أن‏‎ ‎‏یکون کاشفاً عن قید فی العامّ والمطلق؛ لأنّ المفروض تعلّق النهی بجمیع الأفراد‏‎ ‎‏وبالطبیعة المطلقة.‏

‏اللهمّ إلاّ أن یقال : بأنّ آیة الوفاء ودلیل الشرط‏‎[2]‎‏ بناءً علیٰ دلالتهما، کما‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 385
‏تکونان دالّتین علیٰ وجوب الوفاء بکلّ فرد من العقود، تلازم نفوذ الطبیعة النوعیّة‏‎ ‎‏من الأفراد المتجمّعة تحت تلک الطبیعة، فیکون مثلاً القمار نافذاً؛ لأنّ الآیة إمّا لها‏‎ ‎‏العموم الأنواعیّ فالأمر واضح.‏

‏وإمّا یکون لها العموم الأفرادیّ فجمیع أفراد القمار إذا کانت صحیحة، یلزم‏‎ ‎‏کون القمار من المعاملات النافذة بما أنّها عقد، فإذا قام الدلیل علیٰ حرمة القمار‏‎ ‎‏والظهار ـ بناءً علیٰ ماهو التحقیق من شمول آیة الوفاء بالعقد للإیقاع ـ فلابدّ وأن‏‎ ‎‏یلزم تخصیص الآیة والحدیث، وتکون النتیجة أنّ العقد غیر القماریّ واجب الوفاء،‏‎ ‎‏والشرط غیر الظهاریّ نافذ.‏

‏نعم، فی خصوص الظهار لقیام الدلیل الخاصّ، یؤخذ به من غیر لزوم الشبهة‏‎ ‎‏العقلیّة؛ وهی الجمع بین الضدّین؛ لما عرفت من اختلاف موضوعهما آنفاً، فلیتدبّر‏‎ ‎‏جیّداً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 386

  • )) تقدّم فی الصفحة 366 .
  • )) «المؤمنون (المسلمون) عند شروطهم»، الکافی 5 : 169 / 1، وسائل الشیعة 18: 16، کتاب التجارة، أبواب الخیار، الباب 6، و21: 276، کتاب النکاح، أبواب المهور، الباب 20، الحدیث4.