المقصد الثالث فی النواهی

تتمیم : حول مختار «الکفایة»

تتمیم : حول مختار «الکفایة»

‏ ‏

‏قال فی «الکفایة» : «والتحقیق أنّه فی المعاملات کذلک إذا کان عن المسبّب‏‎ ‎‏أو التسبیب؛ لاعتبار القدرة فی متعلّق النهی کالأمر، ولا یکاد یقدر علیهما إلاّ فیما‏‎ ‎‏کانت المعاملة صحیحة، وأمّا إذا کان عن السبب فلا؛ لکونه مقدوراً وإن لم یکن‏‎ ‎‏صحیحاً»‏‎[1]‎‏ انتهیٰ.‏

‏وأنت قد عرفت منّا : أنّ النهی بأیّ شیء تعلّق فی المعاملات ـ إلاّ إذا تعلّق‏‎ ‎‏بالآثار ـ لایستتبع الفساد وعدمَ الإجزاء‏‎[2]‎‏، وإذا کان السبب مقدوراً بالوجه الذی‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 397
‏اعتقده، فلا محالة التسبّب بهذا السبب المقدور أیضاً مقدور، ومسبَّب هذا السبب‏‎ ‎‏أیضاً مقدور؛ لامتناع التفکیک، ولا وجه لکون النهی عن السبب منصرفاً إلیٰ ماهو‏‎ ‎‏السبب العرفیّ، وعن التسبّب والمسبّب ماهو الشرعیّ منهما، حتّیٰ لایکون مقدوراً،‏‎ ‎‏بل الکلّ من باب واحد وواد فارد.‏

‏وإن أراد: أنّ أمر المسبّب والتسبّب مردّد بین الوجود والعدم، دون السبب،‏‎ ‎‏فإنّه یوصف بالفساد والمبغوضیّة، فهو أیضاً غیر تامّ؛ لما عرفت فی المعاملات‏‎[3]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. 4)صفحه 398

  • )) کفایة الاُصول : 228 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 366 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 368 .